يتسلل إليها.. كما يتسلل اللص تحت جنح الظلام… يدخل بيتها كريح هائجة.. يسمع للأبواب صرير مريب.. ينظر في أعين الجميع في بيتها.. ويختار عيناها هي.. جسدها هي.. يرديه بسهم مريض.. يحيل دمها رمادا”.. يسري في عروقها بلافائدة.. يمعن في إيلام أوصالها الضعيفة.. أصبحت بلا لون يعرفه الناس.. تمشي في الطريق كشبح.. كروح معذبة.. لاتدري ماذا تريد.. تنظر الحي وكأنها تراه للمرة الأولى.. أو الأخيرة.. ذلك الضيف الرهيب!! قد أحالها كقطعة حطب تنتظر دورها لتلقى في الجحيم… تراه في مرآتها كل صباح يطل من شحوب عينيها.. يتوعدها: إنه يومك الأخير.. خصلات شعرها الأسود الجميل.. تستغيث راجية” طالبة” الإنفصال عنها.. فهي لاتريد أن تسقط أرضا” معها.. ذات صباح.. إستجابت لنداء شعرها؛ وأحضرت مقصا”.. وقامت بقص شعرها وهي تبكي بحرقة.. ربطته بشريطة خضراء.. ليحيا ويبقى ذكرى بعدها.. وباتت تهرب من مرآتها كل صباح وتأخذ مشطها وتسرح تلك الخصلات المعلقة أمامها على الحائط.. وتلمسها كمن يلتمس الحياة لروحه التائهة.. مسكينة أنت ياسعاد.. تقسو الدنيا عليك.. وتشحب فيها ألوان شبابك..
- الرئيسية
- ثقافة
- الضيف المريب….
الضيف المريب….
- نشرت بتاريخ :
- 2016-09-01
- 7:50 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك