كنا قد نشرنا منذ عدة أشهر تقريراً حول انتشار حشرة جادوب الصنوبر في ريف محافظة طرطوس، وأشرنا خلال التقرير الى الأخطار المحدقة التي تهدد صحة الانسان وتلحق الأذى بغابات الصنوبر وتؤدي الى يباس الاشجار وموتها بشكل تدريجي .. وكان رد مديرية الزراعة على تقريرنا بأنها تقوم بأعمال المكافحة اللازمة وأن لا داعي للقلق على هذه الشجرة فأنها ستجدد خضارها ونموها في العام التالي للإصابة.. ولكن على ارض الواقع ومن خلال متابعة هذا الموضوع لم يتغير شيئاً فالإصابات تزداد بشكل كبير عاماً بعد عام وتموت أعداد كبيرة من هذا النوع الحراجي وبالتالي يتراجع الغطاء النباتي والشجري بشكل ملحوظ.. الأمر الذي يؤكد عدم جدوى المكافحة التي تتحدث عنها المديرية ..
منذ فترة قصيرة قرأنا عن وجود مشروع متكامل لمكافحة هذه الحشرة موجود في دائرة زراعة مدينة سلمية بمحافظة حماة بدعم وتمويل من برنامج الأمم المتحدة الانمائي undpحيث يقوم المشروع ومنذ ثلاث سنوات بتوظيف فرق عمل مؤقتة لمكافحة حشرة الجادوب وحماية السكان المحليين والبيئة المحيطة بهم من أخطارها البيئية والصحية.. وبالتأكيد عندما نتحدث عن مشروع ممول ومدعوم من برنامج الأمم المتحدة فيفترض أننا سنحصل على نتائج أفضل وسيؤدي الى التخلص من هذه الحشرة أو التخفيف من تأثيراتها على الوسط المحيط الموجودة فيه..
وهنا نتساءل عن اسباب عدم شمول محافظة طرطوس بهذا البرنامج او المشروع كونها تحتوي على مساحات واسعة من أشجار الصنوبر تضاهي بأضعاف ما هو موجدود في المحافظات الأخرى، وتعاني المحافظة سنوياً من تأثيرات هذه الآفة المرضية التي تهدد مستقبل هذه الشجرة اضافة الى تأثيراتها على الصحة العامة وكلنا يسمع عن الحالات المرضية التي تسببها هذه الحشرة ..فهل يتعلق الأمر بتقصير من مديرية زراعة طرطوس بعدم المطالبة بالاستفادة من خدمات المشروع ام يتعلق بعدم تجاوب الوزارة أو عدم موافقة برنامج undp .. لا ندري..
بكل الأحوال نتمنى الاستدراك واعطاء المزيد من الاهتمام لهذا الموضوع الهام وخصوصاً أن موسم تكاثر هذه الحشرة وبناء أعشاشها على أغصان الأشجار قد بدأ منذ شهر تشرين الأول الماضي ويستمر حتى شهر نيسان مما يستوجب اتخاذ تدابير عاجلة ومجدية.. ولابد من التنويه بجهود بعض الفرق التطوعية ومن بيها فريق سلام يا طبيعة والتي تقوم بحملات في كل عام من اجل التخفيف من انتشار هذه الحشرة في غابات الصنوبر..
اخيراً لابد من التذكير بالمخاطر الصحية الكبيرة التي تتسبب بها هذه الحشرة حيث تؤدي الى أمراض مختلفة للسكان المقيمين بجوارها كالتهاب الملتحمة والحساسية الجلدية المعندة، وقد تؤدي الى حالات اختناق خطرة ومميتة للذين يعانون من امراض تنفسية مزمنة كالربو ويشتد خطر الاصابة بها عند الأطفال والمسنين.








