مع بدء العد التنازلي لغروب شمس العام الحالي ترتفع وتيرة التصريحات بشكل غير مسبوق لا بل ومغاير للأشهر 11 السابقة، لتحل غزارة الأخبار والمقالات والمواضيع في مثل هذه الفترة من السنة (بالذات)
مكان الصمت الذي كان يخيم على العديد من مفاصل العمل الاقتصادي والصناعي والخدمي لجهة المنفذ من الخطط والبرامج والاستراتيجيات، لا بل وتتصدر تلك الانجازات (كما يسمونها هم) شاشات وصفحات وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
هذه الأخبار وعلى كثرتها وعلى الرغم من تحقق بعضها لا كلها إلا أنه لا يمكن إدراجها لا من قريب أو بعيد تحت بند الانجازات وإنما المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتق كل جهة عامة كانت أم خاصة، كونها تنطوي تحت مظلة الخطة الإنتاجية لهذه القطاعات، بمعنى أن كل ما قيل ويقال وكل ما يتم الكشف عنه من أرقام (مبيعات ـ مشتريات ـ نسب تنفيذ) تندرج جميعها في بند الواجبات، والدليل على ذلك هو دوران ومن ثم دوران هذه الأخبار ضمن فلك الخطط السنوية دون زيادة، أما النقصان فهو للأسف موجود ولكن لا يريد أحد الاعتراف به أو الحديث عنه كونه يعد على الرغم من موجبات بعض الحالات (الابن غير الشرعي) للإدارة العامة التي ترفض مجرد تذكيرها به كونه يسيء إلى مكانتها ودورها وسمعتها الوظيفية التي لا بد بل يجب أن تكون ناصعة كالثلج، وهذا هو السبب الحقيقي والمباشر الذي يقف وراء الأخبار الموجبة التي يتسابقون لنشرها على حبل الانجازات (كما يحبون تسميتها).
طبعاً من حقهم الحديث عن نسب المنفذ والمحقق مقارنة مع المخطط وبإسهاب ولكن ليس بشكل ربع سنوي تتشابه لا بل تتطابق فيه كل المعلومات باستثناء مؤشر الإنتاج الذي غالباً ما يأخذ طريقه التصاعدي، والاكتفاء (بعجالة وعلى خجل) بذكر أسباب تراجع الأداء في هذا المفصل أو ذاك أو حتى مراوحته في نفس المكان لإقناع أنفسهم أولاً ومن يريدون إقناعه ثانياً إن أداءهم (عال العال)، دون أن يكون هناك حيز أو متسع من الوقت للحديث عن الخطط النوعية والانجازات الكبيرة عن الرؤى والتطلعات المستقبلية والخطط الاستراتيجية التي سيتم العمل على تحقيقها، متناسين أن من لا يعمل لا يخطئ، ومن لا يخطئ فإنه بكل تأكيد لا يعمل.
الكنز-الثورة