تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات... الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: مجلسكم هو المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة وتأثيره لن يكون ملموساً إن لم... بحضور عرنوس وعدد من الوزراء.. ورشة عمل حوارية حول التغيرات المناخية وسبل مواجهتها

“محمد جري”… طبيب خالف التوقعات

بانوراما طرطوس- نورس علي:

لم يكن “محمد جري” طبيباً تحكمه التعاملات الإنسانية مع مرضاه وحسب، وإنما بوصلة يتوجه بها أغلب العاملين بالجانب الإغاثي والتنموي، لتبسيط إجراءاتهم واختصار الوقت والانطلاق نحو العمل المجتمعي.
البعض وصفه بالإنساني والبعض الآخر برجل الإغاثة أي الخدمات المجتمعة، وهذا ليس كلاماً في فراغ وإنما تجربة واقعية اختصرت الحقوقية “نغم سليمان” رئيسة شؤون الطلاب في “جامعة طرطوس” وناشطة في المجال التطوعي المجتمعي، بعض من تفاصيلها بقولها: «سمعت الكثير عن أسلوب تعامل الدكتور “محمد” مع مراجعينه من مختلف أبناء المجتمع، وهذا شجعني للتعامل معه مباشرة في المجال المجتمعي الإنساني الذي أنشط فيه، وسؤاله عن تفاصيل مشروع نرغب القيام به في محافظة “طرطوس”، وهنا برزت لي قيمته الإدارية في أسلوب التعاطي مع الفكرة وبشكل منهجي، وكذلك في توصيف العمل وإعطاءه حقه من جهة خط سير الموافقات المطلوبة والتي يمكن أن تأخذ الكثير من الوقت فيما لو لم يقدم مشورته لي لتبسيط الإجراءات، كما أن بصمته الإنسانية برزت من خلال طرح أفكار تنموية تخدم الفكرة العامة التي تم طرحها، ومجمل هذا يدفعني للرجوع إليه في كل عقبة تعترضني للبحث في حلولها، لأنه اختصر لي الكثير من الوقت والعقبات».
وكذلك “دريد درويش” مدير مكتب “الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية” في “طرطوس” الذي احتك مع الدكتور “محمد” بشكل مباشر وساعده بحسب حديثه في مواصلة العمل المجتمعي وبكل قوة، وعزز ثقته في العمل الإداري الإغاثي، وهنا قال لمدونة وطن “eSyria” بتاريخ 12 كانون الثاني 2017: «هو رجل مجتمعي إنساني بتعاملاته، أي أنه تبنى العمل المجتمعي والنهوض به انطلاقاً من تعاملاته الإنسانية وحنكته الإدارية في العمل، فلنا معه تجربة طويلة وجديرة بالتوضيح، حيث بدأت من اللقاء الأول الذي خالف جميع التوقعات التي كنت قد تخيلتها له، انطلاقاً من انفتاحه في التعامل، والذي تجلى في طريقة الترحيب والاستقبال والاستماع والتركيز على كل كلمة نتحدث بها، وهذا شكل أريحية بالتعامل من طرفنا أثرت إيجاباً على مجريات العمل التنموي الذي ننشده من خلال جمعيتنا.
وعلى الصعيد الإداري والتوجيهي للعمل القيم الهادف، كان يطرح علينا الحلول لمختلف المشاكل التي تعترضنا في بداية عملنا في “طرطوس” وهذا مستمر حتى الآن، وهنا أعتقد أنه ينطلق في تفكيره هذا من الناحية الإنسانية التي يمكن أن تكون رديفة للمجتمع كلل، وهذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هو يرى بحسب معلوماتي أن كل ما يقدم خدمة للمجتمع يجب أن يمر دون عراقيل، بل ويجب أن يسند من مختلف الجهات الوصائية والرقابية مع تبسيط الإجراءات، ولكن هذا لا يعني تقديمه أي مصلحة على مصلحة المجتمع، وللتأكيد على هذه الفكرة يمكن القول أن الحالات الإنسانية التي شاهدتها تراجعه في مكتبه كثيرة ولا أذكر أن أحدها عاد غير مبتسم نتيجة تسيير أموره وتبسيط إجراءاته».
ويتابع: «ما يملكه من معلومات إدارية كانت بالنسبة لنا كنز اعتمدنا عليه في تسريع سير معاملاتنا وفق المكاتب والدوائر المعنية، وهذا حفزنا إلى مزيد من المشاريع الإنتاجية والأنشطة المجتمعية الهادفة».
وفي لقاء مع الدكتور “محمد عبد الحليم جري” قال: «بحكم عملي كطبيب أتعامل مع مختلف شرائح المجتمع، وهذا أكسبني خبرة في التعامل معها بما يتوافق وحاجياتها، خاصة وأن السمة العامة لهذه المهنة هي الإنسانية، والشكر على الشفاء هو بالنسبة لي فرحة لا توصف، فأنا ابن بيئة وأسرة مكتفية مادياً وتعمل بالزراعة، رغم أن عدد أفرادها كبير، وعندما تخرجت من جامعة تشرين” كلية الطب عام 1990 بدأت العمل ضمن عيادتي في قرية “الحسنة” التابعة لبلدة “كرتو” جنوبي “طرطوس”، وكان يوم حافل بالعمل ولن أنساه ما حييت لأنه انطلاقة موفقة ومثمرة».
ويتابع: «توفي والدي تاركاً خلفه فتية تحتاج للراعية ومتابعة التحصيل العلمي، وحملت هذا على كاهلي بكل محبة حتى تمكنت منه، فجميع أخوتي أنهوا دراستهم الأكاديمية، ومن حينها وأنا أتكفل بتعليم فرد ما على نفقتي، لأنها بركة لي».
بدأت إدارته المميزة للعمل من عيادته، وهنا قال الدكتور “جري”: «أدرك أوضاع جميع مرضاي، لأنهم ضمن قطاع بلدتي، والكثير منهم أوضاعهم لا تسمح لي بتقاضي أجور المعانية مهما كانت بسيطة أساساً، وحتى فيما لو توفر لدي أدوية أعطيهم منها دون أي مقابل، وعليه عيادتي تكتظ بالمراجعين يومياً وحتى ساعات متأخرة من الليل، مما يجبرني على تناول وجبة غدائي “سندويشة” خلال العمل في أغلب الأوقات، وهذا يشكل سعادة بالنسبة لي خاصة عندما يكون المراجعون من جرحى الجيش السوري أو الرديفين له، لأن لهم أوضاعهم الخاصة بالنسبة لي في التعامل المجاني مهما كانت التكاليف والمهام الطبية والمتابعة المطلوبة مني».
أما فيما يخص العمل الإداري الرسمي والإغاثي فيقول: «عام 2011 رشحت إلى مجلس المحافظة وكنت عضو مؤتمر في “نقابة أطباء سورية” كممثل لمحافظة “طرطوس”، وهنا يجب التنويه أني لم ألجأ إلى الدعاية الإعلانية خلال الترشح وكانت دعايتي عملي المهني وسمعتي بين الناس.
وفي عام 2013 رشحت لعضوية المكتب التنفيذي لقطاع الشؤون الاجتماعية والصحة والبيئة والنفايات والإغاثة بما تضمنه من أعمال، وهذا قطاع عمل كبير يحتاج إلى وقت ومحبة للعمل، وخاصة الإغاثة المتعلق بشكل مباشر مع الناس من وافدين ومجتمع محلي، ولكن ما يسهله النتائج الإنسانية المحصودة منه، فالعمل الإنساني برأيي يحتاج إلى سمتين هامتين بالشخص، أولها أن يكون شخص كريم قادر على العطاء، وأن يكون شخص شفاف بالتعامل، وتبلور هذا بالنسبة لي من خلال عدم تجاوز صلاحياتي العملية وإبلاغ السيد المحافظ المسؤول الأعلى مني بجمع التفاصيل والطلبات الإغاثية المقدمة من المواطنين، بعد وضع مقترحات بكل شفافية ومسؤولية، ولثقته بإدارتي وعملي يعطني الموافقة، وهذه إدارة عملية للصفة الإنسانية المجتمعية».
وعن بعض القصص الإنسانية قال: «في أحد الأيام أجرى لي صديقي الطبيب عمل جراحي بسيط، وتوجب علي الراحة وطبقت هذا، ولكن نتيجة اعتياد المرضى على دوامي اليومي في العيادة، ازدحموا كما العادة رغم إغلاقها، وعندما رأيتهم من نافذة المنزل وأحوالهم صعبة، كابرت على نفسي وهممت العمل إلى ما بعد منتصف الليل رغم الإرهاق».
يشار إلى أن الدكتور “محمد جري” من مواليد بلدة “الكريمة” “كرتو” سابقاً عام 1964، وهو متزوج ولديه خمسة أبناء.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات