تخطى إلى المحتوى

من الباب إلى جيزان ..شد حبال أم دفع أثمان- بقلم لؤي خليل

يبدو الضعف الذي أصاب تحالف آل سعود وتركيا في الصميم وتراجعهم عن هدفهم السيء بالتوجه لإسقاط رأس الدولة السورية تحول إلى كابوس على كافة الجبهات السياسية والعسكرية من سوريا إلى اليمن ،فالإجتماع السياسي العسكري في أستانة رغم ضآلة التوقعات بالنتائج المستقبلية عنه وما ستؤول إليه هذه الإجتماعات إلا ان هناك سطور كتبت غيرت مفاهيم اللعبة السياسية على الأرض السورية بالحد الادنى له،وجميع هذه الابواب التي فتحت في شوارع العلاقات الروسية التركية والطرق التي فتحتها ستعيد النقطة صفر التي طالما تحدث عنها رجال السياسة إلى واجهة العلاقات الدولية خصوصا بين الاطراف المتحاربة وداعميها في الازمتين السوريةواليمنية .
فانعكاس الصراع على الاقطاب المتحاربة إقليميا وتشديد النزاع الخليجي الإيراني خصوصا بعد الانكسارات التي مني بها تحالف آل سعود ضد اليمن ،وماجرى من ويلات على منطقة الخليج بشكل عام.
فما كادت إنفراجات قلوب التحالف المهزوم تهتز بفرح لتصريحات القادم الجديد في البيت الأبيض ضد إيران ،حتى جاء الثمن على يد المقاومة اليمنية باستهداف موقع في عمق الأراضي السعودية مخلفا تدمير شبه كلي للمكان .
هذه الرسائل المتتالية سياسيا من أستانة وماتلاها من انتكاسة قوية في الحرب ضد سورية واليمن جميعها شد حبال تصرف في مسرح العلاقات الدولية الكبرى بين موسكو وطهران والغرب والولايات المتحدة حيث لايمكن لعاقل أن يصدق ما يجري من تبعات لكل مؤتمر أنه نهاية مطاف شد حبال او تجرؤ سياسي سينهي فصل او فصول صراع قديمة ،فالحقيقة على الأرض هي إرضاء تركي للحليف الروسي بعد انتصارات حلب ،وهي ترقيع في الصورة الأخوانية للتركي وليست سوى شد حبال تركي -إميريكي كفتور واضح في العلاقات ردا على الدعم الاميريكي للجماعات في الشرق السوري ،فالحصيلة الأولية تؤكد المأزق الذي وصل إليه الحالم أردوغان وفكي الكماشة (الكردي)ال(الداعشي)من الرقة وصولا الى الباب ،فهي عملية شد حبال منسقة بين تركيا والوهابية للتخلص من الفزاعة الداعشية التي. اصبحت خارج حساباتهم بل أصبحت في حكم الدليل القاطع على تورطهم الإرهابي في كل المعركة السورية ،فلم تعد الأمور كسابق مواعيدها وشروطها بل الأمر القاطع هو النصر السوري الروسي الذي تحقق في حلب ليولد اتفاق استانة الذي فرض على الاتراك سكين الحرب الداعشية اولا ،ومقصلة الاقتتال الارهابي في إدلب ،هذا كله إن دل على شئ هو حجم التخبط الذي يعاني منه داعمي حلف المساومة على أرواح وأراضي الأمة الإسلامية .
فشد الحبال في الأرض ولد دفع أثمان الإجتماعات والكارد الخاص بكل بند من بنود الاتفاقات السياسية ،وتعرية واضحة لنفاق الشروط التي كانت تقدم وتوضع قبيل كل اجتماع ،هي سطور قوة يخطها الحليف المقاوم في كل معركة تنتصر فيها الأرض والدماء على جلادي الحقبة الوهابية الصهيونية التي تمرست في نفاقها ضد مقدرات الشعوب العربية والتي تحاول ربط الدين والعرق بالأصولية وتتبطن بالنفاق على تفكير العرب بالسعي حتى لشطب كل التسميات العربية من أذهاننا كمقاومين ،لكن صرف هذه الأثمان لم يتأخر بل جاء غالي الثمن من أستانة ليصرف انتصارات في حلب والباب وإسقاط أوهام التقسيم الصهيونية ،الى الخليج ورد الوعيد الوهابي ليصبح نار مقاومة يمنية تدفع الثمن لمرتزقة ال سعود لتضاعف حجم المأزق الوهابي الإخواني على جميع الجبهات ،فالنار حين تغدر فاعليها ترتد لتحرق دارهم كما سعوا إليها.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات