بانوراما طرطوس- عبد العزيز مجسن:
لا تزال الفوضى والإهمال هما الصفتان البارزتان لملف التعامل مع الآثار الاجتماعية والإنسانية للأزمة والحرب المفروضة على بلدنا سواء ما يتعلق بالتعامل الحكومي أو تعامل الجمعيات الأهلية والفرق التطوعية… فقد أحدثت هذه الأزمة شرخاً كبيراً في مجتمعنا وجرحاً نازفاً في كل منزل ولدى كل عائلة.. ولا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن حالات إنسانية مأساوية ومعاناة جديدة لذوي الشهداء والجرحى والمفقودين ويتم التعامل معها بطرق ووسائل فردية وبدائية ونادراً ما يتم معالجة هذه الحالات بشكل عادل ومناسب ومنصف.. إنه واقع مؤلم ومحرج عندما يحتاج من كان يؤدي واجباً أو مهمة وطنية إلى مساعدة المجتمع والدولة ولا يوجد من يلبي حاجته الشخصية أو حاجة أهله وأسرته من بعد رحيله إلى جنان الخلد..
ست سنوات من عمر الأزمة ولم تستطع الدولة إيجاد طريقة أو وسيلة مناسبة للتعامل مع هذا الملف الحساس.. وعلى الرغم من وجود مكاتب لشؤون الشهداء والجرحى والمفقودين إلا أن هذه المكاتب لاتزال تعمل بإمكانات مادية بسيطة وبمساهمات من المتبرعين من اهل الخير..
ما نحتاجه اليوم هو وزارة أو هيئة عليا لإدارة هذا الملف تتمتع بصلاحيات كاملة وبإمكانات واعتمادات مالية كبيرة.. ما نحتاجه اليوم هو دراسة كل ملف من ملفات هؤلاء على حدا وقيام الدولة بواجبها بتأمين احتياجات الأسرة وخصوصاً للأسر التي يوجد فيها أطفال وقاصرين فهناك حالات يجب التعامل معها بخصوصية تختلف عن بعض الحالات الأخرى..
إن هذا الموضوع يجب أن يشكل أولوية مطلقة لنا جميعا كدولة ومجتمع أهلي.. وكم هو مزعج أن يتم اليوم الحديث عن مرحلة إعادة الإعمار ويتم رصد الاعتمادات وإطلاق المشاريع فيما لا تزال هناك آثار اجتماعية جسيمة.. ولا يزال هناك مآسي هائلة ناجمة عن هذه الحرب بحاجة إلى رعاية واهتمام وإصلاح.. يجب الالتفات أولا إلى الإنسان وما تعرض له من خسائر معنوية ونفسية هائلة والعمل لمحاولة التخفيف عنه وتقديم الدعم والرعاية بطرق وأساليب مدروسة تراعي كرامات الناس وتشعرهم بقيمتهم الحقيقية وبقيمة من يضحي بروحه ودمه من اجلنا جميعاً…. فما هكذا يكرم أو يكافئ الجريح أو الشهيد ولا هكذا يرد الجميل لهؤلاء العظماء..
أعيد نشره..







