تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
أمام الرئيس الأسد.. محافظو دير الزور ودرعا واللاذقية وحماة والقنيطرة الجدد يؤدون اليمين القانونية الرئيس الأسد يصدر مَراسيم تشريعية بتعيين محافظين جُدد لمحافظات: دير الزور، درعا، اللاذقية، حماة، وال... إصابة مدنيين بجروح جراء عدوان إسرائيلي على مدخل مدينة اللاذقية الجنوبي الشرقي الجامعة الافتراضية تخفض معدلاتها 5 بالمئة تماشياً مع نتائج الثانوية العامة … عجمي: 10 آلاف طالب متوق... الجيش أسقط 9 طائرات مسيّرة للإرهابيين بريفي اللاذقية وإدلب … الحربي السوري- الروسي يواصل استهداف مقا... المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي يحدد الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة للع... الرئيس الأسد يستقبل مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أكد على تقديم ما يلزم للوافدين اللبنانيين.. مجلس الوزراء يوافق على مشروع إحداث الشركة العامة للصناعا... لجنة القرار/43/ تناقش عدداً من القرارات والإجراءات الخاصة بشروط شغل مراكز عمل القيادات الإدارية الرئيس الأسد يبحث مع عراقجي سبل وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وتقديم الدعم والمساعدة للأشقاء اللب...

اســــتثمار صديـــق للبيئـــة.. فهـــل مـــن يوليـــه الاهتمـــام..؟

عبد اللطيف عباس شعبان

مدعاة للسرور الكبير أن موسم زيتون المناطق الساحلية للعام الحالي أجود مما كان عليه خلال السنوات الماضية، ولكن علائم الجفاف الحاد بادية على كثير من أشجاره، فشجرة الزيتون شجرة بعلية، وسقايتها غير معهودة وغير ممكنة لعدم توفر المياه في كثير من مناطق زراعة الزيتون، والأمل معقود على مطر قريب ينقذ الموسم كما هو معهود.
الموسم الجيد يعقبه مخلفات كبيرة من مياه المعاصر المشكو منها منذ عقود، والتي لم يعالج أمرها رغم العديد من التعليمات والتشريعات التي صدرت بهذا الشأن، فما زالت مياه المعاصر تتسرب إلى مجاري المياه، وعبر شبكات الصرف الصحي، ما يجعل الكثير منها يصب في السدود أو يتسرب إلى المياه الجوفية، ما يشكل عامل تلوث مجمع على وجوده ومخاطره، فالتعليمات التي قضت بوجوب نقل المياه من المعاصر وصبها في الحقول الزراعية، لم تلق استجابة أصحاب المعاصر الذين وجدوا في ذلك تكلفة كبيرة ستترتب عليهم جراء هذه التعليمات، ما دفع أصحاب المعاصر باتجاه تجاهل التشريعات المقيِّدة لهم، وتلاقى ذلك مع المزارعين الذين لم يقتنعوا بالفائدة المزمعة من هذه المياه، ولثبوت تضرر بعض الحقول نتيجة استخدام هذه المياه، وربما كان ذلك ناجماً عن خلط مياه الزيتون بمخلفات الزيوت والشحوم المستخدمة لدى المعصرة، عدا عن أن كثيراً من الحقول لا تصل لها الجرارات الناقلة لخزانات مياه المعاصر، وبالتالي مازالت النسبة الكبيرة من مياه المعاصر– بل وربما جميعها – تصب في شبكات الصرف الصحية والأودية ومجاري المياه. خلافاً لما قد يرد بريدياً أو يدوَّن إدارياً أو إعلامياً، بين يدي الجهات الرسمية والرقابية، ما كرَّس حالات التلوث القائمة جوفياً وسطحياً، وأوجب ضرورة العمل لمعالجة ذلك في حدود المستطاع والمفيد.
معاصر الزيتون تنتج مخلفات جامدة التي هي العرجوم المعهود إعادة تصنيعه باستخراج الزيت المتبقي فيه لاستخدامات صناعية، خاصة الصابون، والمخلفات النهائية تستخدم للتدفئة المنزلية، وفي السنوات الأخيرة يتم استخدام قسم كبير من العرجوم للتدفئة من خلال ضغطه عبر قوالب تحوله إلى ما يشبه قطع الحطب وأصبح يلقى قبولاً كبيراً للتدفئة المنزلية وأيضاً للتدفئة المنشآتية، خاصة للمداجن.
وعلى غرار تصنيع المادة الجامدة– العرجوم- والاستفادة منها، أرى إمكانية الاستفادة من المادة السائلة التي من المجمع عليه أنها تحوي كمية من الزيت تختلف نسبتها من معصرة لأخرى، خاصة أن بعض أصحاب المعاصر اعتادوا تجميع هذه المياه في خزانات ترقيد، ومن ثم قطف الزيت من أعلاها، وبعض المواطنين اعتادوا أن يجمعوا بعض الزيت المتجمع أعلى برك الأودية المتشكلة من مياه المعاصر، وبالتالي حبذا أن تعمل جهة حكومية أو خاصة لإحداث سدة مائية ضمن كل منطقة معاصر، على أن تكون سعتها تتناسب مع طاقة معاصر المنطقة، بحيث يتم إلزام أصحاب المعاصر بتجميع مخلفات معاصرهم المائية فيها وتهتم الجهة المعنية بهذه السدة بتركيب جهاز تكرير يكرر المياه ليقطف الزيت الموجود فيها، وتجميع الماء المتبقي في السدة لغاية سقاية الحقول القريبة، والتي بدورها تكون سدة مطرية أيضاً لمياه الأمطار الشتوية وهذا يقتضي تنظيم نقل مخلفات المعاصر من المياه إلى هذه السدة المائية، بوتيرة معينة خلال كل موسم، وقد يكون بالمستطاع تحقيق بعض ذلك مع بداية هذا الموسم والتحضير لكثير منه في المواسم القادمة للخلاص من تكريس المزيد من المخاطر الاقتصادية البيئية الكبيرة.

عبد اللطيف عباس شعبان / عضو جمعية العلوم الاقتصادية السورية

هذا المقال منشور في صفحة اقتصاد من صحيفة البعث العدد / 15924 / ليوم الإحد 10 / 9 / 2017

 

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات