بانوراما سورية- فداء البايكي:
عندما تعشق الإبداع تصطدم بواقع يعيق رغبتك بالإندفاع الى الأمام لتجد نفسك مقيداً بسلاسل من العادات والتقاليد العفنة والروتين القاتل، نحن مع الأسف أمة إقرأ لا تقرأ ماهو الإنجاز العظيم المنتظر تحقيقه وأي حضارة نسعى لتطويرها ، يقومون بأعظم الاختراعات ويقدمون مختلف الإنجازات بفضل تحرر فكرهم و نحن ما زلنا نعيش في قوقعة من التخلف و التنظير الساذج منتقدين الغرب بتحررهم و بعاداتهم التي هي ربما تكون الجزء السلبي المسّوق لنا من حضارتهم والمراد منّا تقمصه .
مع الأسف حولنا أنفسنا ومن حيث لا ندري إلى سوق استهلاكي وسلبي ينتظر ما الجديد من تلك العقلية المنفتحه والذكية والتي لا تعجبنا لكونها متحررة بفكرها و عقلها لنفرح كالأطفال بحصولنا على ما تم اختراعه لتسليتنا معتقدين خطأ ً بأن الرقي والتحضر بالتسابق على امتلاك أحدث تقنياتهم .
ليس غلطتنا أو حتى مسؤولية أبناءنا لما سيقدمون عليه من حياة فارغة حيث العقل الواعي معطل تماما فيها.
لنعيد النظر بالأخلاق والعلم و التقليد الاعمى والطاعه الخرقاء و الدّجل و الرياء وبطريقة فهمنا الخاطئ للتعاليم الدينية وكلها معوقات قضت على روح العمل الخيّر والمبدع بداخلنا لنصل إلى ما نحن عليه من فوضى عارمة وحياة مملة مشتتة
نظن بأننا أكثر خلقا وإيمانا ً كوننا أصحاب الأرض الطاهرة المباركه وندّعي بأن الفوقية سمة الأعداء ماذا قدمنا لاسلامنا وماذا قدمنا لمجتمعنا ولاجيالنا القادمة غير الكلام والطاعه العمياء…
لنتعلم من جديد كيف نكون خلوقين وكيف نحب الله وكيف نشتهي العلم و المعرفة لنصل إلى مافيه نفعا لأنفسنا و لمجتمعنا… فالايمان ليس بالكلام المعسول بقدر ما هو بالعمل الجاد لما فيه خير لنصل إلى مستوى عالٍ من التقدم ينقصنا في أيامنا هذه رفع ستار الجهل و تخطي عيوب التقاليد البلهاء ونقول للأعور اعور بعينك أفضل من أنك تبوس الأيد وانت عم تدعيلا بالكسر…