بانوراما طرطوس- مريم مشلبن:
رقاص الساعة يجعل من النعاس لصا بارعا في سرقة آخر ضوء يفصل بين جفني …
حركة سريعة تسحبني من الفراش لأجالس السؤال الذي سمعته من أحد المارة اليوم
*ما هي أنواع النساء!
المرأة التي تعزف على أوتار شعرها بيدها اليسرى كي تملأ الوقت الفائض المتسرب من وقت رجل اعتاد النوم متكئا على ساعدها الأيمن ..امرأة تسهر عند أصابع قدميها النار الرحيمة …وترقص لأجلها المواقد
المرأة التي تهذب لسانها بقضم الجوز والكستناء لتبتلع معها غضب الشروق وحمق الغروب المتكررين بلا توقف …امرأة تسيل من عينيها بحور حلوة صافية تتخذها النوارس منارة أينما أضاعت شطأنها
المرأة التي تكسر من كبريائها الغض لتطعم عصافير الصباح الجائعة ،امرأة تتقن التحليق بلا أجنحة …فلا يشكل السقوط عن هاوية ريح مخاتلة أدنى هاجس لديها
المرأة التي تهوى زراعة البنفسج لأجل البنفسج من دون أي رغبة مسبقة برؤية ماقد يتجلى عليه من عناقيد بريئة …امرأة تفوح بما يغري فضول البنفسج
المرأة التي تنام على أسرارها ولاتنتظر من الغد شيئا ….امرأة مكتملة الأسارير والأحلام …فما عادت الأيام تبهر ناظريها بما تحبل من طيبين قادمين أو طيبين راحلين …لانها وضعت لهم طستا من الماء العذب كي يغسلوا اقدامهم أنى دخلوا إيمانها بهم أنى خرجوا بعد كل خيبة يقترفونها
رقاص الساعة يتوقف إلى حين وقت الأستيقاظ