تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يبحث مع وزير الخارجية الأردني العلاقات الثنائية وملف عودة اللاجئين السوريين أمام الرئيس الأسد.. محافظو دير الزور ودرعا واللاذقية وحماة والقنيطرة الجدد يؤدون اليمين القانونية الرئيس الأسد يصدر مَراسيم تشريعية بتعيين محافظين جُدد لمحافظات: دير الزور، درعا، اللاذقية، حماة، وال... إصابة مدنيين بجروح جراء عدوان إسرائيلي على مدخل مدينة اللاذقية الجنوبي الشرقي الجامعة الافتراضية تخفض معدلاتها 5 بالمئة تماشياً مع نتائج الثانوية العامة … عجمي: 10 آلاف طالب متوق... الجيش أسقط 9 طائرات مسيّرة للإرهابيين بريفي اللاذقية وإدلب … الحربي السوري- الروسي يواصل استهداف مقا... المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي يحدد الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة للع... الرئيس الأسد يستقبل مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أكد على تقديم ما يلزم للوافدين اللبنانيين.. مجلس الوزراء يوافق على مشروع إحداث الشركة العامة للصناعا... لجنة القرار/43/ تناقش عدداً من القرارات والإجراءات الخاصة بشروط شغل مراكز عمل القيادات الإدارية

طبيبان من طرطوس يضعان معادلة رياضية تحدد العلاقة التي تربط عمل البطين الأيسر بعمل الرئتين

طرطوس- نهاد أبو عيسى:

قام الدكتور صادق علي مع الدكتور نعمان جبران في الهيئة العامة لمشفى الباسل في طرطوس بأبحاث حول فيزيولوجية القلب والدوران وتوصلا إلى نتائج مهمة في مجال عمل القلب وتشخيص أمراضه كما كتبا عن ذلك في المجلة الطبية العربية وشاركا في الندوات والمؤتمرات القلبية التي عقدت في سورية لذلك من باب الاستعلام عن عملهما السابق وللتعرف على اكتشافهما الجديد وهل يمكن تسجيل براءة كشف واختراع كي لا يضيع تعبهما ؟ التقينا الدكتور صادق علي وكان لنا معه الحوار التالي:

* منذ متى بدأتما بالعمل البحثي في مجال أمراض القلب وما هي المشكلة التي عملتم على حلها؟

** مع تطور وانتشار استعمال الأمواج فوق الصوتية لاحظنا ومع أطباء من بلدان العالم أن علامات قصور القلب تظهر في كثير من حالات قصور القلب حتى بوجود قيم طبيعية لهذا الجزء المقذوف ظهرت الحيرة والذهول عند أطباء القلب في البداية ولكن سرعان ما بدأت عملية البحث عن السبب وعن طريقة التقييم وكان أن اتفق الباحثون بسرعة على أن السبب ينحصر في انبساط القلب ( البطين الأيسر) أما كيفية تقييم هذا الخلل فلم يتم الاتفاق عليها وطرحت معايير وطرق كثيرة ولكنها لقصورها لم تنل حتى الوقت الحاضر رضى اختصاصي أمراض القلب ومن هذه النقطة نقطة تحديد المشكلة بدأت قصتنا ورحلتنا البحثية وقررنا أن نختط لأنفسنا طريقاً مختلفاً عن الطرق التي اتبعها الآخرون وكانت البداية بالنسبة لنا هي تحديد العلاقة التي تربط عمل البطين الأيسر بعمل الرئتين التي يقر الجميع بوجودها عند دراستنا لهذه العلاقة باستعمال الايكودوبلر وجدنا أنها تتحدد بالدرجة الأولى بانبساط البطين الأيسر وليس بانقباضه على غير ما تعتقد الأغلبية الساحقة من الأطباء ولم نكتفِ بتحديد نوع هذه العلاقة بل قمنا بكتابتها على شكل معادلة رياضية سميناها المعادلة الأساسية تمييزاً لها عن معادلات أخرى موجودة في العمل وهذه المعادلة هي التالية:

Acl=54.4{600e1818865d5ca26d287bedf4efe09d5eed1909c6de04fb5584d85d74e998c1}-0.16×DF

حيث Acl هي دليل تسارع التيار الرئوي الانقباضي وهو النسبة المئوية لزمن تسارع التيار الرئوي الانقباضي على زمن انقباض البطين الأيمن أما DF فهو دليل وظيفة البطين الأيسر الانبساطية الذي هو النسبة المئوية لسرعة الدم الخطية الذي ينتقل من الأذنية اليسرى الى البطين الأيسر في نهاية الانبساط على قيمة هذه السرعة في بداية الانبساط.

وأضاف الدكتور صادق علي لقد بدأنا عملنا منذ أواخر 2002 وأوائل 2003 م فقد لاحظنا وجود مسألتين غير مفهومتين كانت المسألة الأولى قد لوحظت أيضاً من قبل بعض الباحثين الآخرين وهي مسألة قصور القلب الواضحة بالرغم من وظيفية دفعية جيدة كانت هذه الوظيفة لزمن طويل تعد المعيار الأساسي لتقييم مستوى عمل القلب لكننا لاحظنا أن المستوى الجيد لهذا المعيار لا يدل دائماً على حالة جيدة للعضلة القلبية أما المسألة الثانية فهي أننا لاحظنا دون غيرنا وجود ترابط معين بين بعض معايير الجريان الرئوي الانقباضي والحريان التاجي الذي يحدث في زمن الانبساط عند دراستها باستعمال الايكودوبلر الغريب في الموضوع هو علاقة معايير انقباضية بمعايير انبساطية لكننا سلمنا بالحقيقة الواقعة وبعد البحث والتدقيق توصلنا إلى أن هذه العلاقة تكمن في علاقة حملي القلب القبلي والبعدي أي بكمية الدم الموجود في القلب قبل الانقباض مباشرة وبمقاومة الشرايين لدفع الدم من قبل القلب في زمن الانقباض مع تطور البحث وجدنا أن هاتين المسألتين المشار إليهما آنفاً أي قصور مع وظيفة دفعية جيدة وترابط بعض المعايير الانبساطية بالمعايير الانقباضية مترابطتان بشكل كبير بحيث أن حل المسألة الأولى يتوقف على حل المسألة الثانية أما حل المسألة الثانية فيكمن في معرفة القوانين التي تنظم العلاقة بين العوامل الثلاثة: الحملان القبلي والبعدي ومدى توتر العضلة القلبية.

* هل استطعتم التوصل إلى معرفة القوانين الناظمة لهذه العلاقة؟

**أهم شيء في هذا الكلام أننا نقرّب الطب من لغة الرياضيات وكتبنا هذه العلاقة على شكل نص واضح لا لبس فيه وأسميناه القانون الأساسي للعلاقة بين الحملين القبلي والبعدي كما كتبنا هذا القانون على شكل معادلة رياضية إن معرفة هذا القانون وخاصة كتابته على شكل معادلة رياضة فتح الباب واسعاً أما دراسة حالة الجملة القلبية الوعائية في كل حالة فردية على حدة بهذه الطريقة أصبحت مسألة التشخيص التناذري ( المتلازمي ) الفردي متاحة وسهلة وهي مقدمة جيدة لعلاج موضوعي موجه في كل حالة على حدة أي أننا بحسب المعطيات الموضوعية المتوفرة لدى المريض نقوم بتحديد نوعية الأدوية التي يحتاجها ومع المراقبة نستطيع تحديد كمية الأدوية بدلاً من الاعتماد على الخبرة التي تختلف من طبيب لآخر وعلى الآراء التي يمكن أن تكون غير موضوعية كما إننا بهذه الطريقة يمكن أن نفرق بين الإصابات العضوية والوظيفية.

وأضاف: ألفّنا كتاباً يعكس جوهر عملنا سواء فيما يخص القانون أو غيره عنوانه العلاقة بين خصائص العضلة القلبية والحملين القبلي والبعدي فهو يبحث في القانون الأساسي لهذه العلاقة ثلاثية الحدود وفي كل المسائل المتعلقة بهذا القانون والمتفرعة عنه وهي كثيرة فقد توصلنا بمعرفة هذا القانون إلى حل مسائل عديدة لم تكن معروفة سابقاً بل أقول لم تكن مطروحة من هذه المسائل التي لم تكن لنا على بال نورد المثل التالي: فقد وجدنا أن الدوران ( حركة الدم )لا يتم عند كل الناس وفق قانون واحد وبنفس الطريقة بل هناك نمطان من الدوران في الجملة القلبية الوعائية لدى الناس عند تفعيل الجملة العصبية وهي القائدة والمنظمة لعمل هذه الجملة

في أشخاص النمط الأول عند تفعيل الجملة العصبية يتم انقباض كافة الخلايا العضلية في الجملة القلبية الوعائية ومن ضمنها القلبية ويكون من نتائجها ارتفاع المقاومة الوعائية الشريانية والوريدية وارتفاع توتر العضلة القلبية الذاتي ( وهو غير التوتر الناتج عن ارتفاع الضغط داخل البطين ) فينكمش البطين الأيسر وينخفض قطره ويرتفع الضغط داخله نتيجة لكل ذلك والأهم من ذلك هو أن المزيد من انكماش البطين الأيسر وصغر حجمه يسبب انخفاض نتاج القلب بالرغم من ارتفاع القلوصية ( تحسن الوظيفة الدفعية تحت تأثير ارتفاع مستوى الكاتيكولأمنيات في الدم ) وارتفاع الضغط داخله في الانبساط على عكس قانون فرانك – ستارلينغ فينخفض الضغط الشرياني في الدوران المحيطي في نفس الوقت الذي يرتفع فيه الضغط في الدوران المركزي فإذا حدث ذلك بصورة مفاجئة عند هؤلاء الأشخاص فإن الشخص يسقط مغمياً عليه وهذا هو سبب إغماء بعض الأشخاص عند سماعهم للأخبار المفاجئة والصادمة وخاصة المزعجة, عند تفعيل الجملة العصبية لدى أشخاص النمط الثاني يرتفع بشكل أساسي توتر الشرايين والأوردة فقط أما توتر العضلة القلبية فيبقى ضمن الحدود الطبيعية لذلك يتأقلم القلب في الحالات الطبيعية عند ارتفاع هذين الحملين بتوسعه وارتفاع القلوصية في بداية التحولات ما يؤدي إلى ارتفاع في نتاج القلب والضغط المحيطي وارتفاع معتدل في الضغط المركزي وفق قانون فرانك – ستارلينغ, أنا أعتقد أن معرفة هذين النمطين ضرورية لكل اختصاصي في أمراض القلب لأن المعالجة تتعلق بنمط الدوران المرافق للمرض الاساسي هناك الكثير من التطبيقات العملية لهذا القانون الأساسي مثل حساب ضغط نهاية الانبساط في البطين الأيسر المؤشر الحقيقي لحالة الدوران المركزي كما أننا بمعرفة هذا القانون وتطبيقاته توصلنا إلى معرفة أن الأشخاص المنتمين إلى نمط الدوران الأول لا ينطبق عليهما قانونا لابلاس وفرانك ستارلينغ. لابد من القول أيضاً أن عملنا لم يتوقف عند هذا الحد بل وجدنا طرقاً كثيرة لتقييم ضغط البطين الأيسر في نهاية الانبساط وهو الذي يعد في الوقت الحاضر من أهم مشعرات حالة البطين الأيسر الانبساطية وهو يوازي في أهميته نسبة قذف البطين الأيسر المستعملة في الوقت الحاضر لتقييم وظيفة القلب الدفعية نجد هنا لزاماً علينا أن نذكر أن هذه المحاولات جرت على المستوى العالمي لكنها وبحسب مؤلفيها أنفسهم غبر دقيقة ومقصور استعمالها على حالات خاصة أما طريقتنا فيمكن استعمالها في كل حالات مع الآخذ بعين الاعتبار نمط الدوران.

* هل توقفت أبحاثكم بسبب أحوال البلد؟ وهل من اكتشاف آخر لكم في الوقت الراهن؟

** إن ما حدث في سورية أثر بشكل كبير على العمل الطبي ومنها بالطبع العمل البحثي لكننا من جهة كنا نتلقى تشجيعاً متعدد الأشكال من قبل الجهات الإدارية وخاصة الإدارة العامة متمثلة في الفترة الأخيرة بالدكتور محمد حسين ومن جهة أخرى فإننا غير قادرين على الإيعاز إلى الدماغ بالتوقف عن التفكير لذلك فقد قمنا ضمن إمكاناتنا المتواضعة في الهيئة العامة لمشفى الباسل المتابعة في هذا المجال وفي هذا الصدد أقول كان من أواخر أعمالنا اكتشاف جديد حول أهمية تحديد زمن انفتاح الدسام التاجي في تقييم قصور البطين الأيسر الانبساطي وعلاقة ذلك بكل من قساوة العضلة القلبية والحمل القبلي وأهميته في تقييم فعالية المعالجة وهذا الأمر غير مطروق على المستوى العالمي.

وعن سبب عدم سماعكم بهذا العمل فمن جهة ربما تقع بعض المسؤولية على الجهات الإعلامية التي لم تبد اهتماماً مناسباً بالموضوع والتي كان يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على عمل الآخرين ومن جهة أخرى فقد توقفت النشاطات الطبية حيث توقفت المؤتمرات والندوات التي كنا نشارك فيها , فلقد كنا منذ البداية متحمسين لإخراج هذه الأعمال إلى الوجود من هذا البلد وليس من خارجه هذه الفكرة كانت لدي منذ أن أكملت الدكتوراه في الاتحاد السوفيتي السابق حيث كانت لدي أفكار كثيرة وكانت درجة الحماس لسورية كبيرة جداً جداً بخدمتها العملية ورفع اسمها عالياً بالعمل الجاد المتفاني بعيداً عن الصراخ وسلوك السبل الملتوية لكن الرياح كثيراً ما تجري بما لا تشتهي السفن أكرر مرة أخرى أنا من الذين يدعون بشدة إلى رفع لواء سورية بالعمل الجاد قبل أي شيء آخر بحيث يعمل كل باحث في مجال تخصصه دون أية عراقيل وهذه دعوة لمحبي سورية ممن بيده القرار ولمن بيده قوة وإمكانية العمل في هذا الزمن القاسي.

* قمتم بعمل له أهميته التطبيقية في حال نشره فما الذي تفكرون فيه لنشر هذه الأفكار لتعميم الفائدة منها؟

** لقد حاولنا الاتصال بجهات كثيرة في هذا البلد لتأليف لجنة من المتخصصين لدراسة المواضيع التي بحثنا فيها لتقرير مدى صحتها وتسجيلها في حالة الإقرار بصحتها ثم نشرها، المشكلة غير مفهومة لدينا أننا في كل مرة كنا نتوجه إلى جهة رسمية كنا نجد أبواباً مغلقة إلا مرة واحدة وأغلقت بعدها الأبواب دفعة واحدة, في عام 2006 تم التعامل معنا بجدية في مركز الباسل لأمراض وجراحة القلب في دمر فقد تألفت لجنة في هذا المركز ودرست ما كنا أعددناه في ذلك الوقت وهو نسبياً قليل إذا ما قورن بما أعددناه حتى الوقت الحاضر كان الحماس والمديح كبيراً لعملنا وأعطينا خلاصة تقرّ بجديّة الموضوع وأهميته وطلبت اللجنة تطبيقه في مكان واسع لقد كان الحماس كبيراً لهذا العمل لدرجة أن المركز قرر طبع الكتاب على حسابه وتوزيعه مجاناً على محافظات القطر لكننا فوجئنا في أحد الأيام وبعد أن أعدت النسخة الأصلية للنشر وبعد تنقيحها في مطبعة وزارة الصحة أن الطبع قد أوقف مع كلام مغاير بل معاكس تماماً للمديح الذي كان يكال لنا حتى الآن لم نعرف السر, نحن هنا نغتنم الفرصة لنتوجه إلى الجهات المعنية وخاصة وزارة الصحة لإعطاء الموضوع الأهمية التي يستحقها وربما يكون من نتائج ذلك تشجيع الآخرين في هذا البلد واستنهاض الهمم في هذا الزمن الأصعب من تاريخنا

 
 
 
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات