أكثر ما يشغل بال المعنيين بالزراعة من فلاحين وجهات حكومية وأهلية هو موضوع تسويق المنتجات الزراعية.. حتى بات موضوع التسويق هو الهاجس الأساسي للفلاحين بالدرجة الأولى، لذلك فإن الأصوات تعلو في المواسم، ولاسيما في موسمي الحمضيات والتفاح، وتخفت بعد انتهاء الموسم، وهكذا.. هذا ما اعتدنا عليه منذ عقود لذلك استبشرنا خيراً عندما علمنا أن هناك /11/ مركزاً تنموياً سيتم إحداثها حيث يضم المجمع الواحد، أو المركز، خطاً متطوراً لفرز الخضر والفاكهة، وخطاً لتوضيب الفاكهة ومعملاً للعصائر ومخبزاً، وقد أوكلت المهمة إلى المؤسسة السورية للتجارة، وقامت الحكومة برصد /11/ مليار ليرة لإنجازها، لكن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قامت «بوضع» اليد على هذا المشروع وأقصت المؤسسة عنه، ولاسيما أنه من المشاريع الحيوية والاقتصادية المهمة..
كان من المتوقع- وحسب تصريحات المعنيين في الوزارة- أن يتم إنجاز /3/ مجمعات في اللاذقية وواحد في طرطوس وآخر في السويداء قبل نهاية العام 2017.
خُصصت الأراضي اللازمة والتمويل اللازم، ووضع حجر الأساس لبعضها، وانتظرنا حتى نهاية العام حيث ستوضع في الخدمة وما زلنا ننتظر، وأعتقد أن انتظارنا سيطول ولاسيما إذا ما علمنا أن عقود الإنشاء لم تنجز إلا في أواخر العام الماضي وهي تنتظر التصديق..!!
وهنا لن ينفع ارتفاع الصوت من هنا أو هناك خاصة لناحية تأمين الأراضي اللازمة، إذ إن ذلك ما هو إلا لحرف الأنظار عن التقصير في الإنجاز..!!
إن إنجاز هذه المجمعات من شأنه امتصاص الكثير من فائض الإنتاج للحمضيات والتفاح، فإقامة معامل للعصائر هي مطلب «دائم» لما توفره من امتصاص للفائض وتوفير العصائر محلياً بدلاً من استيرادها.. في كل الأحوال، وبما أن الحكومة وفرت التمويل اللازم، فهذا يضع هذه المشاريع على سكة الإنجاز، والتأخير الذي حصل وما رافقه من اتهامات لن يؤثر في أهمية هذه المشاريع و«استراتيجيتها» بالنسبة للزراعة في سورية.
إن بقاء المساحات المخصصة «جرداء» لا يزينها إلا اللوحة التذكارية وحجر الأساس يبقي الأمل قائماً بأن هذا المشروع سينفذ ولو بعد حين..!!؟
قوس قزح-تشرين