تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ الـ... الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات... الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: مجلسكم هو المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة وتأثيره لن يكون ملموساً إن لم...

نساء سوريات تغلّبن على ظروف الحرب وأقمن مشاريعهن الخاصة .. باحثة: لا بد من إلغاء القوانين التمييزية ضد المرأة

لم يكن السوريون بحاجة لتقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العام 2014، ليعرفوا كيف تغيرت الأدوار الوظيفية للنساء السوريات في ظل الحرب.
فالتقرير يبين أن عائلة سورية من بين أربع عائلات في لبنان والأردن ومصر والعراق تترأسها أو تعيلها امرأة. حيث بتنا نشاهد سيدة تقود سيارة للأجرة أو تعمل في الحدادة أو أنها تشتغل في البناء.
وظائف عديدة لم تكن محرّمة على النساء، لكن وجود النسوة فيها كان مستغرباً، فجاءت الحرب لتفتح باب هذه الوظائف في وجه النساء.
لم يكن وصول أم النور إلى مخيم البقاع أمراً سهلاً، سيدة لوحدها مع 5 بنات فررن من حمص إلى لبنان. تقول أم النور: وجدت نفسي وحيدةً مع بناتي اللواتي لم تتجاوز الكبيرة منهن الخامسة عشر من العمر، لا نملك النقود أو الثياب أو الأثاث أو حتى أقرباء يقفون إلى جانبنا، لم أستسغ فكرة جلوسي مع بناتي وانتظار كرتونة المساعدات، عملت في أكثر من مكان، لكن الظروف كانت تعاندني، وكنت أترك العمل إما بسبب المضايقات التي تعرّضتُ لها، أو بسبب صعوبة طبيعة العمل، تتابع أم النور حديثها لـ «لأيام»: أقيم المخيم على عجل، إذ يفتقد لأبسط المقوّمات، فلقد كان الأطفال يسيرون في المخيم دون أحذية، وبثياب رثّة لا تقيهم البرد. لاحظت حب ابنتي للرسم وكان هناك العديد من الأطفال الذين يحبون الرسم فقررت أن أشجع الأطفال، وأقيم معرضاً للرسوم في ساحة المخيم.
تضيف : «في البداية لم يكن الأمر سهلاً حيث تعرّضنا للاستهزاء من قبل سكان المخيم أنفسهم، لكنني أقمْتُ المعرض لرسوم الأطفال، وبعت الرسوم بما يساوي 4500 ليرة سورية، لكن المبلغ لم يكن كافياً لشراء أحذية بلاستيكية لجميع الأطفال! فاستدنت مبلغا من المال، واشتريت الأحذية وقدّمْتها على أساس أنها من مردود المعرض. وبعد شهر أقمنا معرضاً آخر، فكان من حظنا وجود صحفي قام بنشر الصور على صفحته الشخصية، حيث شاهدها شابٌ سوري مغترب في بريطانيا، وأحبَّ الفكرة فقام بشراء الرسومات على بساطتها، وقمنا بشراء حاجيات الأطفال، ومن ثم تكرّرت التجربة ولاقت نجاحاً، حيث استطعنا تأمين ثمن دواء لعدد من الحالات المرضية. تضيف أم النور: عُرضت الرسوم في ألمانيا وفرنسا ونيويورك ولندن. لم تكمل أم النور دراستها فهي حاصلة على الشهادة الابتدائية، لكنها تقول: أعطتني الحياة دروساً كثيرة، وأحببت أن أقوّي من مهاراتي فخضتُ عدداً كبيراً من الورشات التدريبية، وتمكّنتُ من تأسيس جمعية بسيطة أتابع من خلالها عرض رسومات الأطفال، التي أصبحت تَحمل رسائل توعية، مثل تزويج القاصرات، وحقوق الطفل، لكي يصبح للرسومات هدف. تضيف أم النور أربع سنوات مرّت على نزوحي إلى لبنان، لم تضعفني التجربة بقدر القوة التي منحتني إياها.
لست وحيدة
تنشر ابتسام السعدية صور منتجاتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» حيث تبيع معظم إكسسواراتها. وتقول ابنة التاسعة والخمسين: انفصلت عن زوجي خلال سنوات الأزمة وخرجت مع طفلتين إلى الشارع. أقمت لأكثر من سنة في غرفة داخل مقبرة، بين الحشرات والأفاعي، لكنني لم أيأس، عملت في الخياطة في عدة أماكن، ثم قررتُ أن أطوّر نفسي، خضت دورات في تدوير الورق وصناعة مواد منزلية منها كما تعلمت التسويق. تتابع ابتسام: ظنّ الكثيرون أن طلاقي سيجبرني على الجلوس في المنزل وانتظار «الحسنة» من هنا وهناك. لكنني لم أكن بالضعف الذي تمنّوه، حيث طورت نفسي، من خيّاطة بسيطة إلى سيدة قادرة على التصميم والتنفيذ وبيع منتجاتها. أقفُ في المعارض والبازارات وأبيع منتجاتي بكل ثقة، وتعلمتُ استخدام الإنترنت، فمعظم زبائني يستخدمونه. وتضيف: وأنا في عمر التاسعة والخمسين سجّلت دورة لتعلم اللغة الإنجليزية وأخرى لصنع الحلويات، لن أدع أي عائق يقف في وجهي، خاصة ذلك الكلام الذي يقول إن النساء لا يستطعن أن يحققن أهدافهن. أنا لا أعرف اليأس، ما أعرفه أن اليأس يدخل إلى روح الإنسان عندما يجلس في المنزل دون عمل، فالعمل يعطي الإنسان القيمة. أنا اليوم أدفع إيجار منزلي في منطقة جرمانا، من تعبي وعملي، كما أكملت ابنتاي دراستهما من عملي وعملهن، لم أكن وحيدة، وأريد من الجميع أن يعرفوا اسمي ويعرفوا تجربتي كي أكون مثالاً لهن، فأنا لست وحيدة، هناك الكثيرات حالهن مثل حالي وإذا كنّا معاً سنكون قويات وسنصنع التغيير والفرق.
بحاجة قوانين

من جانبها ترى الباحثة سوسن زكزك أن أهمّ ما تحتاجه النساء في سوريا هو تغيير القوانين التمييزية، إلا أنه، وفي ظل غياب الإرادة السياسية بتعديل هذه القوانين، يمكن إقرار سياسات حكومية من أجل تمكين أولئك النساء. على سبيل المثال يمكن تأسيس برنامج تمويل خاص لمشاريع تديرها نساء بدون الحاجة لضمانات عقارية، وأن يكون المشروع ذاته هو ضمانة التمويل، وتمكين النساء المعيلات من الحصول على المساعدات الحكومية، وإعطاؤهن الحقوق الوالدية المتعلّقة بالوصاية والولاية، وضمان عودة النساء النازحات إلى مناطقهن الأصلية التي أصبحت آمنة نسبيا، دون اشتراط عودة الأزواج أو الأبناء البالغين. وبالإضافة إلى ما سبق يمكن تقديم خبرات فنية وقانونية مجانية للنساء اللواتي باشرن بالعمل.
نسرين علاء الدين

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات