عبد الرحمن تيشوري / خبير سوري /
البداية
إن العنصر البشري المؤهل والمدرب بادارة المرفق العام والمحفز بشكل جيد ومجزي له أهمية كبرى في منظمات الأعمال وفي اجهزة الدولة العامة ايضا وهو الذي يقود بقية عناصر المشروع وأهمها الموارد المالية وهو أيضاً يمثل العنصر الأساسي في إحداث التغيرات التنظيمية والتغيرات الضرورية لرفع الكفاءة والأداء في المنظمة والجهة العامة والدولة كلها . ومن هذا المنطلق سيكون البحث حول مضمون وآلية عملية الإعداد والتدريب في إدارة المواد البشرية في سورية حيث هناك اتجاه اليوم لدمج مديريات التدريب والادارية مع التنمية الادارية في مديرية واحدة في كل الجهات العامة . فلقد أصبحت العملية التدريبية تمثل العنصر الحاسم في كفاءة وفاعلية مختلف أنواع المنظمات العامة والخاصة على اختلاف أحجامها وأنشطتها وأهدافها وطبيعة العمل داخل المنظمات المختلفة تتطلب أن تكون الموارد البشرية العاملة بها على درجة عالية من الكفاءة في أداء العمل وبما أنه من سمات فكر وممارسة العمل الإداري أنهما يعكسان الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية السائدة في مختلف فترات تطورها لذلك فإن العالم يشهد ثوره علمية ونهضة تكنولوجيا حضارية واجتماعية وسياسية وثقافية واسعة تتسم بالإيقاع السريع . ومما لا شك فيه أن نظم ومناهج وبرامج التعليم الحالية وبطئ التغير والتطوير والتحديث فيما يجعلها غير قادرة على نقل ومتابعة تكنولوجيا العصر ومتغيراته وبالتالي عدم قدرتها على توفير احتياجات سوق العمل ومتطلباته المتغيرة حيث المعارف والمهارات والتقنية اللازمة لمواكبة هذا التطور ولذلك فالتدريب يتمتع بقدر كبير من المرونة والاستجابة لهذه التغيرات ولهذا تهتم وزارة التنمية الادارية بالتدريب والمدرب والمركز التدريبي والحقيبة التدريبية وبرامج الجدارة القيادية وتعزيز القدرات الادارية.
وللتدريب دوراً هاماً جدا جدا في إعداد و تدريب الكوادر البشرية الملائمة من حيث القدرة على استيعاب العلوم والمعارف والمهارات والتقنية الفنية والتكنولوجية والممارسات العلمية والعملية بمعدلات أسرع حتى تتماشى مع التطور المستمر والمتتابع لاحتياجات التطوير ومفاهيمه وأبعاده تحقيقاً لقدرات تنموية أكبر خاصة وأن ألإنسان هو أهم عناصر التنمية من حيث القدرة والفاعلية .
لذلك فان التدريب يجب أن يحظى بأهمية كبرى خاصة في دول العالم الثالث لتتخلص من التخلف وللحاق بركب التقدم والتنمية والرخاء وعلينا في سورية بعد احداث وزارة متخصصة ان ننحى في هذا الاتجاه.
إدارة الموارد البشرية المفقودة في سورية
نحن ندير ورق وملفات فقط ولا ندير بشر ومهارات
مقدمة
نلاحظ الآن الاهتمام الكبير والاعتراف المتزايد بالموارد البشرية وإدارتها وأيضاً نلاحظ المكانة التي وصل إليها مديري الموارد البشرية والمساوية لمديري الوظائف الرئيسية الأخرى . و كما أن هناك تطور في فكر في المنظمات والجهات الحكومية مثل الإنتاج والعمليات التسويقية والتمويل والاستثمار فإن هناك تطور في فكر رجال الإدارة العليا ومدى الأهمية الكبرى للدور الذي يلعبه مديري الموارد البشرية في نجاح منظمات العمل المعاصرة ولم يعد ينظر إلى مديري الموارد البشرية على أنهم مسئولون فقط عن تقديم الخدمات الاستشارية في عمليات الاستقطاب واختيار الأفراد الجدد الذين تحتاج إليهم المنظمة بل أنهم مطالبون أن يمارسوا أدواراً فعالة في التخطيط الاستراتيجي واتخاذ قرارات وكنتيجة لهذا هناك تطور في طبيعة المهام التي تقوم بها تلك الإدارة داخل المنظمة وامتداد دورها إلى ما وراء الطابع الإداري ليشمل القيام بدراسة في الاتجاهات والميول والروح المعنوية والعوامل المؤثرة على كفاءة الإنتاج و أيضاً الذي ساعد في هذا التطور انه لم يعد خافياً على مديري الإدارات الأخرى في المنظمة مزايا الرجوع إلى إدارة الموارد البشرية في هذه الأمور لحل المشاكل المتخصصة التي تواجههم بدلاً من الاعتماد على أنفسهم .
– ما هـي الموارد البشرية
يشير اصطلاح إدارة الموارد البشرية إلى :
– استقطاب واختيار وتطوير وتقيم ومكافئة وإدارة أعضاء المنظمة من الأفراد أو جماعات العمل وكل ذلك لا يمارس في سورية .
– وبهذا هو يشتمل على تصميم وتطبيق أنظمة التخطيط والاختيار وتنمية المهارات البشرية وإدارة المهارات الوظيفية وتقييم الأداء و تعويض العاملين وتسهيل علاقات العمل .
– وتساهم الموارد البشرية مع العناصر المادية الأخرى المتمثلة في الأموال والآلات والمواد في إنتاج السلع أو تقديم الخدمات التي تهدف إليها المنظمة .
– وحتى تتحقق الإدارة الفعالة للموارد البشرية فإن الأمر يتطلب من المديرين وأخصائي إدارة الموارد البشرية البحث المستمر عن أفضل الطرق لاستخدام الموارد البشرية لتحقيق الأهداف التنظيمية .
– غير أن هذا يتطلب في الوقت نفسه قيام الإدارة بتحقيق أهداف الأفراد , وهذه الأهداف ليست واحدة بل متنوعة ومختلفة حيث أن العمالة تتعدد وتتنوع مصادرها ورغباتها وحاجاتها التي تأتي بها إلى التنظيم . هذا كله يمثل تحدياً هاماً للإدارة وأخصائي الموارد البشرية لإيجاد الطريقة المثلي لزيادة رضاء الأفراد عن العمل وتحسين جوده حياة العاملين , وزيادة فاعلية وإنتاجية العاملين يدوياً فان إدارة الموارد البشرية ذات الكفاءة تستطيع أن تزيد من درجة كفاءة وفعالية تنظيمات العمل المعاصرة .
– ويعتبر الغرض الأساسي لإدارة الموارد البشرية تحسين وزيادة المساهمة المنتجة الخاصة بالموارد البشرية وللتنظيم بطريقة أخلاقية ومشروعة وهي بذلك تسعى إلى توجيه وتنسيق الجهد البشري على تطبيقات العمل المعاصرة . لذلك فإن عملية التنظيم الفعال للجهد الإنساني تمثل مشكلة كبيرة وذلك منذ حدوث الثورة الصناعية في القرن الثامن والتاسع عشر وحتى بداية نظام المصنع الحديث .