بانوراما طرطوس – رنا أحمد:
بينما يحتفل العالم اليوم بعيد الأمهات ، تقضي معظم الأمهات سورية هذا اليوم بعيداً عن أولادها ، فهذه الذي استشهد أبنها فلم تجد في هذا اليوم مكان تجلس فيه سوى قبره ، وتلك التي اعتقل ابنها فلم تجد ملاذها سوى بالصلوات له ، وأخرى ودعته منذ سنوات ليغدوا لاجئاَ ولا تستطع السفر إليه ولا هو يستطيع المجيء إليها ، ورابعة تجلس بين هؤلاء بعدما يئست من معرفة مصير ابنها فلا هو ميت فتترحم عليه ولا هو حي فتدعو له بالسلامة وبلقياه .
فريال أم المفقود البطل محمد : ليس للعيد فرحة كاملة وأنا لا أعرف عن محمد أي شيء رغم أنني لا أشعر إلا به أتياً ألي ليقبل يداي وتكون تلك أجمل هدايا الله لي أبني مفقود منذ معركة جسر الشغور ولا أتكلم معه سوى بأحلام اليقظة وادعو لله تعالى كي يكون سالماً ويكون هديتي بعيدي اليوم لأخلد اليوم بذاكرتي .
أما ام مصطفى التي كانت على قبر ابنها منذ الصباح الباكر تحتفل بعيدها بصلواتها على قبر ابنها الشهيد ولا تقبل بهدية سوى الدعوات بالرحمة لفلذه كبدها الذي قدم هديته لها منذ سنوات شرف بأن تكون أم الشهيد .
إلا أن وجود الأمهات بحياة ابنائهم وحاجتهم اليها لا تغنيها أية عاطفة أخرى ، فهي الركيزة المطمئنة التي تلوذ لها النفس حين الضيق والكرب وكذلك الفرح والاحتفال ، فلا غنى عن ذلك الصوت الدافئ الذي يعيد الإنسان إلى جذوره ، ولا اللمسة الحنونة التي تمسح بها اعباء طريق الحياة ، فما أن غابت هذه الركيزة عن الحياة ، فلن تعود كما كانت من قبل ، فيشعر الإنسان بأن جذوره لم تعد تعينه على الوقوف ، وعليه مواجهة الحياة بحلوها ومرها بنفسه ، فلن يعد الطفل المدلل مها كبر ، ولن يجد من يحتضن روحه ويمنحه الحب المطلق بلا جدال وبلا مقابل ، كما كانت تفعل أمه .
قال العسكري بصفوف الجيش سليمان كل عام وجميع الأمهات بخير وكل عام وأمنا الغالية سورية بخير نحن اليوم بعيدين عن امهاتنا بأجسادنا ولكن قلوبنا معهم فلا يحلو العيد الا اذا عادت سوريتنا أمنة منتصرة وخالية من رجس الارهاب .
.أما امل العلي التي أكدت لنا أن هذا اليوم هو تذكير لجميع الأشخاص بضرورة بر أمهاتهم ، فقد تكون ضغوطات الحياة والمسؤوليات الكثيرة قد أبعدتهم قليلاً عن أمهاتهم ، وفي هذا اليوم يجتمع الابناء مع أمهم تقديراً منهم لها .
وتابعت حديثها قائلةً وعلى الرغم من أن هذا اليوم الذي يأتي مرة كل عام يضفي الكثير من البهجة للأمهات ، فأنَّ بر الأم يجب أن يكون في كل وقت ، لأنها تحملت الكثير ولأنَّ هذا واجب ديني ولا بد من أن يعبر أبنائها عن تقديرهم الكبير لها لأنها الإنسانة العظيمة .
الأم البلد والمسكن وسبب الوجود في الحياةبعيدها كل عام وانتي نور الحياة ونبع المحبة فالجنة تحت أقدامك فلك أكاليل الغار وسلال الورود لكل لما قدمته وستقدميه
لكل تحية إجلال وإكبار ايتها العظيمة قدمتي الشهيد والجندي والطبيب والمدرس والفلاح وكل حيّ على الوجود .
كل عام وامهات الوطن السوري بألف خير …….
