ساعات وتتبارك أيامنا باستقبال ضيف عظيم وجليل , تطمئن القلوب بقدومه ، وتسعد الأنفس بلياليه .
شهر رمضان المبارك الذي تتجلى فيه كل المعاني والقيم السامية فأوله رحمة .. وأوسطه مغفرة .. وآخره عتق من النار.
غير أن ما نريد الحديث عنه هو أن شهر رمضان وبكل ما يحمله من معان عظيمة ما زال بالنسبة للعديد من تجار الأزمات مناسبة لا تعوض لممارسة أبشع أنواع الاستغلال والاحتكار ورفع الأسعار، مستغلين رياح الازمة، جاعلين منها شماعة يعلقون عليها حججا، تكشف إفلاسهم الأخلاقي ، وغياب وازعهم الديني في أيام سمتها العامة ازدياد الطلب والانفاق لشراء متطلبات هذا الشهر الفضيل ، الأمر الذي يدفع بأغلب الأسر ذوي الدخل المحدود الى رفع شعارات لا للهدر والتبذير ، نعم لسياسة التدبير والترشيد وهو قرار جماعي غير قابل للطعن صدر وأبلغ به أفراد الاسرة جميعا ، فغلاء الأسعار استنزف الجيوب وكوى القلوب ,ولم يدع مجالا لممارسة خصلة الكرم والإغداق، واشتهاء ما لذ وطاب من الطعام والحلويات ، ولهذا بات لزاما علينا اللجوء لسياسة التقشف والتدبير وإدارة ميزانية الاسرة بكل فطنة وتفكير، والتفنن في البحث عن بديل يعوض البروتين والفيتامين . ولنعلم أن شهر رمضان لا يكون بالامتناع عن تناول الطعام والشراب ، وإنما هو شهر للعبادة والتقرب من الله عز وجل ، ومحطة للتأمل في السلوكيات والأفعال ، والتزام مكارم الأخلاق ، هو شهر الرحمة والتعاضد والتكافل الاجتماعي والاحساس بعوز الآخرين ، وتجنب الموبقات وفعل الحسنات ، فلنجعل من شهر رمضان بداية للتغيير الايجابي والبدء بصفحة بيضاء تستمر معنا طوال العام ، ولنزيل من قلوبنا كل الاحقاد وننشر ثقافة التسامح وقبول الآخر ، فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ، ولنتعود على الكلمة الطيبة لأن مفعولها يتجاوز اللحظة ، ويفتح بوابات التواصل والمحبة بين الناس ، لنصلي ونرفع أيدينا متجهين الى الباري العظيم ليحفظ سوريتنا الحبيبة وجيشها المغوار وشعبها الصامد .
وكل رمضان وأنتم بألف خير
بانوراما طرطوس- الثورة