تخطى إلى المحتوى

مع بدء العام الدراسي.. الأمانة كبيرة والتمنيات كثيرة

بانوراما- عبد العزيز محسن:

تتعدد الآراء حول حجم الضرر الذي أصاب بنية القطاع التربوي والتعليمي والتداعيات المباشرة وغير المباشرة التي أثرت بشكل أو بآخر على الطلاب وعلى المجتمع بشكل عام وصولاً إلى المساس بمصداقية هذا القطاع البالغ الحساسية للخضات والتقلبات والتجارب غير الناضجة.. وفي الوقت الذي يتفق الكثيرون على وجود خللاً واضحاً في الجسم التربوي منذ فترة ما قبل الأزمة وتفاقمه خلال سنوات الحرب إلا أن المعالجات -برأي المتخصصين- بقيت قاصرة وغير مجدية نتيجة عدم معالجة الأسباب الحقيقية لهذا الخلل.. إضافة إلى عدم اعتراف القائمين على إدارة هذا القطاع في الكثير من الأحيان بوجود هذا الخلل وهذا الضرر أساساً، وإن اعترفوا فسرعان ما يُحَملون الأزمة أو الأهل أسباب هذا الخلل ويتهربون من تحمل المسؤولية..

هذا الواقع يعلمه الجميع، والأدلة والبراهين موجودة ولا تحتاج للكثير من العناء لإحضارها وإثبات صوابية ما نتحدث عنه.. طبعا مع وجود الاستثناءات والحالات المعاكسة والتي لا تعني بطبيعة الحال تعميم الإيجابيات على حساب السلبيات… فقد يقول قائل إن وجود هذا الكم الكبير من العلامات العالية في الشهادة الثانوية والتعليم الأساسي هو دليلاً ومقياساً لمستوى أداء القطاع التعليمي والتربوي، ولكن وبكل تأكيد هذا الكلام مردود عليه بأبسط العبارات ومن بينها أن الغالبية العظمى من هذه العلامات والدرجات المرتفعة هي نتيجة عوامل متعددة اخرى من بينها زيادة اعتناء الأهل ومضاعفة اهتمامهم، والأهم من كل ذلك هو اعتماد أولئك الطلاب على الدروس الخصوصية التي تنتشر على نطاق واسع في مجتمعناً والتي يلجأ إليها الأهل كحلول “إجبارية” لتراجع الأداء التعليمي في الكثير من المدارس الرسمية لتعويض أبنائهم النقص في المعلومات وفي المتابعة والاهتمام….الخ.

ولكي نكون منصفين علينا الإقرار بأن المسؤولية مشتركة ومن الظلم تحميل المسؤولية على المدرسة أو المعلم أو على القطاع التربوي فقط.. بل علينا الاعتراف بحقيقة موجودة لدى شريحة كبيرة من المجتمع وهي إهمال وعدم اكتراث الكثير من أهالي الطلاب وعدم متابعتهم لأبنائهم وسلوكهم في المدرسة وفي الشارع وفي المنزل وهم بذلك يزيدون الواقع سوءاً ويساهمون في الفشل الدراسي والسلوكي الذي يصل إليه أولادهم.. وزيادة في الإنصاف لا بد من الإشارة إلى وجود كماً لا يستهان به من المدارس والكوادر التدريسية والإدارات التي هي في قمة العطاء والالتزام والإحساس بالمسؤولية وهؤلاء هم في الحقيقة الأمل والقدوة والمثال الذي يحتذى به لما يجب أن يكون عليه الجسم التربوي والتعليمي في بلدنا.. فتحية تقدير واحترام لهذه الشريحة المعطاءة وكل عام وجميع الشرفاء في بلدي بألف خير مع انطلاقة العام الدراسي الجديد الذي نتمناه متميزاً ومثمراً للجميع..

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

تابعونا على فيس بوك

مقالات