بانوراما طرطوس – رنا احمد:
رغم جمال وروعة شهر أيلول ونسماته اللطيفة التي تداعب الوجنات إلا أنه يحمل معه متاعب كبيرة على ستات البيوت وعلى جيوب الرجال منها مونه الشتوية وهي طقوس يتعاون عليها افراد الاسرة بأجواء ممتعة لاستقبال العام بالمؤن البيتية التي اعتادت عليها ربات البيوت بحيث تبدأ كل سيدة بتجهيز ادواتها وموتنها لفصل الشتاء ، فيعتبر مذاق الأطعمة التي تصنع يدوياً أشهى وألذ ، وتحفظ في البيوت من دون مواد حافظة ، والتي قد لا تتوافر في المحلات التجارية والاستهلاكية من( مخللات والمربيات و مكدوس وملوخية وحبوب والألبان والأجبان وغيرهم الكثير …..) وعندما سألنا ربات البيوت كيف يتم التحضير لفصل البرد كان الجواب :
التحضير لمؤن الشتوية عادة قديمة كثيرون يفضلونها عن الاكلات الجاهزة من الأسواق ولاسيما إن الاسعار ترتفع بالشتاء وغير ذلك وجود المواد الحافظة بالأكلات الجاهزة فأكدت السيدة نورا علي قائلة : أكيد انا مع المونة وبحب كل شيء مجفف ومتشمس على السطوح ..ولكن بوجود بيوت البلاستيكية والمواد الحافظة تتراجع عادة المونة وتبطل عند كتير من ستات البيوت أما بالنسبة الي أفضل مونة البيت والشغل اليدوي عن المونة الجاهزة من المحلات .
وتابعت السيدة هلا خليل اذا كانت الخضراوات زراعة الشخص ومن أرضه فهذا ممتاز فتختلف عن الخضراوات من الاسواق وهناك منتجات تصلح للمونة لان سعرها بعد فترة يزداد وتصبحُ بغير موسمها غير عن تغير الطعم واللون أحياناَ .
رنا غانم ست بيت وموظفة : التحضير للمونة شيء جميل وضروري كل ستات البيوت بكون عندن هيك اهتمام وبالنسبة إذا جاهز أو بالبيت أنا بفضل شغل البيت من ناحية النظافة لأنها مونة يعني بدها تضل سنة تقريباً .
كانت ولا تزال عادة تصنيع واقتناء المونة الشتوية تعتبر من التراث القروي ، وماتزال متوارثة لدى الكثير من القرويين ولدى البعض ممن يقطنون المدن ، يقومون بحفظ ما يحلو لهم من المأكولات الشهية المصنوعة يدوياً وتناولها أيام الشتاء والبرد القارس …
وفي ظل الازمة التي نمر بها يأتي دور النساء بالمساندة الرجل والحصول على الاكتفاء الذاتي ولا سيما ان دولتنا تتحلى بهذا الاكتفاء ، فعلينا الا نتخلى عن هذه العادة القديمة والتقليد الذي يعود بالنفع على ربات البيوت بالحصول على أطعمة نظيفة وخالية من المواد الكيميائية وبذلك تحمي عائلتها من الكثير من الأمراض وثانياً تعود بالنفع على بلدنا بالحصول على المأكولات اليدوية بدل الاعتماد على المأكولات المعلبة التي تستورد من الخارج لتباع مجمدة أو معلبة بمواد حافظة .
ماري العلي قالت : اللافت للانتباه أن الجيل الجديد من ربات البيوت ، يعمدن على تحضير المونة على الرغم من وجودها معلبة ، إلا انه يبقى للمونة مذاق وفوائد خاصة وربما ذلك ما يفسر قوة مناعة أجسام القرويين إذ انهم أقل عرضة للمرض من أولئك القاطنين بالمدن .
فكيفما اتجهت في القرى والمدن النائية في فصل الخريف ثمة امور تشدك حركة ناشطة على سطوح المنازل باتت تدخل في صلب عادات وتقاليد اللذين اعتادوا تحضير مؤونتهم لفصل الشتاء ، وتشكل سطوح المنازل والباحات الخارجية الفسيحة مقراً أساسياً في عميلة التحضير . هناك سطح يخضع لعملية التنظيف تمهيداً لفرش القمح المسلوق ، وآخر يحرك البرغل تحت أشعة الشمس ليجف قبل جرشه ، وتلك السيدة تحرك دبس البندورة الموضوع في قدر الفخار ، وأخريات اجتمعوا لتحضير أنواع مختلفة لنرى رفوف المطبخ تتلون بألوان المأكولات المجففة لتستخدم في الضيافة الشتوية .
.
