يأمل المزارع في الساحل السوري أن تسهم خطوة إعادة فتح معبر نصيب الحدودي بين سورية والأردن في تحسين حركة الصادرات باتجاه الخليج العربي وفي إيجاد أسواق جديدة لتصريف منتجاته من الحمضيات والخضار والفواكه ومنتجات البيوت البلاستيكية الأخرى بأسعار مقبولة تُبعد عنه شبح الخسارات التي يتعرض لها منذ سنوات عديدة..
وبالفعل، فما أن تم الإعلان عن افتتاح المعبر أعلن اتحاد المصدرين السوري عن عبور أول براد على متنه /21/ طن من الحمضيات السورية إلى الأردن، وتزامناً مع ذلك أعلن السيد محمد السواح رئيس اتحاد المصدرين عن افتتاح العديد من مراكز للصادرات السورية في عدد من الدول العربية والخليجية… وبالتأكيد هذا المناخ الجديد يدعونا للأمل والتفاؤل بمستقبل واعد للصادرات السورية ويؤكد لنا بأن باباً جديداً وعصراً جديداً قد بدأ مما سينعكس إيجاباَ على صعيد تعافي الحالة الاقتصادية في البلد انطلاقاً من مقولة “إن الصادرات هي إحدى أهم قاطرات النمو الاقتصادي”..
وفي المقابل يتخوف البعض من أن تؤدي هذه خطوة افتتاح المعبر الى دخول المنتجات الزراعية الأردنية وإغراقها للأسواق المحلية مستفيدة من الدعم الحكومي الأردني الكبير، وهو أمر يستبعده الخبراء من ناحية الجدوى الاقتصادية لأسباب عديدة من بينها فروقات صرف العملة وتراجع حجم الدعم الأردني وازدياد نفقات وتكاليف النقل والرسوم الجمركية.. وغير ذلك من المعطيات الجديدة التي برزت كنتيجة لتداعيات الأزمة والحرب التي تعرضت لها سورية.
بكل الأحوال الجميع يبارك هذه الخطوة ويعتبروها مقدمة لخطوات وإجراءات وتدابير أخرى قادمة من بينها إعادة افتتاح المعابر مع القطر العراقي الشقيق الذي يعد الامتداد الاقتصادي الطبيعي لاقتصادنا، والسوق الخارجية التقليدية لتصريف الكثير من المنتجات السورية.. إضافة إلى بروز الكثير من المعطيات والمؤشرات في الآونة الأخيرة والتي تؤكد أن شعار “صنع في سورية” الذي اطلقته الحكومة السورية بالتعاون مع الفعاليات الاقتصادية يسير ضمن مسار مدروس وسيصل بالمنتج السوري مجدداً إلى العالمية، ويضاف إليه شعار “زرع في سورية” الذي أطلقه السيد إياد محمد رئيس اللجنة الزراعية في اتحاد المصدرين والذي يلقى اهتماماً متزايداً من قبل الأوساط الاقتصادية ليسير جنباً إلى جنب مع شعار “صنع في سورية” في المرحلة المقبلة التي نتمناها مرحلة التعافي الكامل للاقتصاد السوري والذي سينعكس على العاملين في القطاعات الزراعية والصناعية وباقي القطاعات الأخرى..