تخطى إلى المحتوى

هل من حلول مجدية لخيبات الأمل المتلاحقة..؟!

بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
لا يكاد يمر موسم إلا ويتعرض المزارع لسلسلة من خيبات الأمل والخسارات إما بسبب الظروف والعوامل الجوية أو بانخفاض الأسعار وانعدام فرص التسويق المجدي.. وآخر المحاصيل التي تعاني حالياً هي الحمضيات التي تعرضت مؤخراً إلى أضرار كبيرة وبما يشبه الصقيع المبكر بفعل البرودة والرطوبة العالية مما تسبب بتلف وسقوط معظم الثمار عن أشجار بعض الأصناف وعدم وجود أي إمكانية لبيعها في السوق نظراً لعدم صلاحيتها للاستهلاك.. ويضاف إلى ذلك الانخفاض الكبير في أسعار بقية الأصناف التي سلمت من الأضرار المذكورة..
طبعاً الأضرار كبيرة.. والخسارة تتكرر دائماً.. ولا اعتقد أن الحل يكمن في انتظار تعويض الحكومة من خلال صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية فالتعويض إن حصل فلن يكون بحجم الخسارة ولن يشمل جميع المتضررين ولن يكون عادلاً كما بينت التجارب السابقة.. ولذلك من الضروري البحث عن حلول ناجعة ومجدية اكثر سواء فيما يتعلق بالتعويض العادل عن الأضرار أو فيما يتعلق بالتسويق… وفي الشق الأول المتعلق بالتعويض عن الأضرار المناخية فالحل الجذري يكمن في استكمال التشريعات الخاصة بالتأمين الزراعي استناداً للتجارب الناجحة في دول العالم، وإعادة النظر في طرق منح التعويض لدى صندوق التخفيف من آثار الكوارث الطبيعية بما يضمن التوزيع العادل على المتضررين فعلياً وزيادة رأسمال الصندوق وفرض رسم مالي خاص لدعم الصندوق يتم تحصيله بطرق متعددة يتم دراستها..
أما فيما يخص موضوع التسويق.. فهو موضوع شائك وكبير وذو شجون .. ففي المواسم السابقة كانت تتدخل الحكومة وتقدم الدعم وتستجر المحاصيل عبر السورية للتجارة بأسعار مقبولة.. ولكنها لم تفعل ذلك هذا العام واستعاضت عنه بتقديم الدعم بطرق اخرى كمنح كل شحنة حمضيات يتم تصديرها براً أو بحراً 1600 دولار وإعفائها من الرسوم والضرائب، إضافة إلى قرار لاحق للحكومة بتكفل اسطول وزارة النقل والسورية للتجارة بنقل منتجات الحمضيات مجاناً من مناطق الانتاج إلى أسواق التصريف في المحافظات.. ورغم اهمية هذه الخطوات والقرارات ولكن كان من المفترض إصدارها قبل عدة أشهر من بداية الموسم وليس في هذا التوقيت المتأخر..
ويبقى الأمل بأن يتحسن واقع التصدير الى الأسواق الخارجية وبفتح المعابر باتجاه العراق بأقرب وقت كونها السوق التصديري الأول بالنسبة لسورية إضافة إلى استعادة النشاط الاستهلاكي للمواطن ونشر وتشجيع ثقافة الاستهلاك للمنتج المحلي ودعم المبادرات الوطنية التي تطلقها الفعاليات الاقتصادية كمبادرة “زرع في سورية” التي اطلقها اتحاد المصدرين والتي تهدف إلى تقديم الدعم المجدي للقطاع الزراعي برؤية جديدة تضمن تطويره وتحسين فرص تنافسيته في الأسواق المحلية والخارجية..
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات