سنوات الحرب غيّرت حياته، أرهقت ساعات انتظاره، فقدَ أعزاء، وترك ذكريات طفولته معلقة على جدران بيته في حمص، حي الزهراء، التحق بالجيش العربي السوري يواجه شراسة الإرهاب رغم دفء صوته، بسواعد من نار ودّع أخاه الشهيد بالدمع وهو يغني بلوعة الوداع لأخيه الشهيد..
علي يونس يحكي تجربته: طفولتي كانت بحمص، بحي الزهراء.
أجمل سني عمري كانت بهذه المدينة التي أعشقها حتى هذه اللحظة، لا أنسى كل تفاصيلها وذكرياتنا بها، كانت طفولتي، ومع بداية الحرب غادرتها، أما بدايتي بالغناء فكانت في مدرستي في المرحلة الابتدائية، كنت أغني بالمناسبات والاحتفالات الوطنية بالمدرسة، وفي ساحات معسكر الطلائع، أما أول حفله شاركت فيها كانت عرساً في الحي وتابعت مسيرتي وخاصة الأغنية الشعبية لأنها تجسد الواقع وتحافظ على التراث وتحمل أجمل الكلمات وقريبة من القلب طبعاً..
حبي وعشقي وحلمي هو أن أكون فناناً ونجماً، أحمل رسالة صادقة على طريقتي متأثراً بالأستاذ والفنان الكبير فؤاد غازي وكثير من الفنانين السوريين، ورغم كل العثرات التي وقفت بوجه الفنان السوري خلال فترة الحرب تميزت الأغنية الوطنية وهي محفورة بقلب كل سوري شريف مكلوم..
الفنان يحتاج إلى دعم شركات إنتاج، هناك فنانون كان لهم حضور ومقومات مادية وكان آخرها الصوت الجميل، حالياً المال يصنع الفنان وليس الصوت،
الدعم غير موجود ولا يوجد بسورية صناعة نجم أو تبني فنان والفن خلال هذه الحرب تأثر بشكل كبير من جميع النواحي، هناك الكثير ظُلموا على الساحة الفنية بسبب الحرب الكونية على سورية،أنا مثلاً توقفت عن الغناء والتحقت بالجيش وتقريباً كل سني الأزمة وأنا عسكري وتسرحت بعدما استشهد أخي، غيابه ترك أثراً وحزناً كبيرين في العائلة، وترك فراغاً وجرحاً وقهراً وغنيت على فراقه هذه الأغنية لأخي وكل شهداء الوطن
والأغنية من كلماتي:
زفوني زفوني شهيد زفوني
وبعلم بلادي يا رفاقي لفّوني
اندهو وعلّو الراي
وقولو محمد جايي
وعريس الوطن بالورد رشوني
أنا من قرية بحوزي، قطعة من الجنة على الأرض وقبل أن أنهي كلامي أدعو الله أن ينصرنا وينصر جيشنا الأسطوري وقائدنا والرحمة والخلود والقداسة لملائكة الله شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء لتراب الوطن.
بانوراما طرطوس – الوحدة