طارت أسعار الفروج مجدداً من قائمة استهلاك المواطن بعد ارتفاع أسعاره المفاجئ على نحو لامس كيلو الفروج المذبوح أسعار لحوم العجل من دون سابق إنذار، وقد رد البعض السبب إلى توقف عدد من المداجن عن العمل، فقل العرض مقابل زيادة الطلب على هذه المادة، التي كان تستعين بها الأسرة للحصول على وجبة غذائية دسمة بعد ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والخضار، ما جعل الفروج الأقل سعراً لكنها أبت إلا أن تلحق ببقية السلع وتخرج من حسابات المستهلك، الذي لم يعد يتيح له راتبه شراء فروجاً واحداً خلال الشهر بعد ارتفاع سعره الجديد.
ارتفاع سعر الفروج ليس الأول في تاريخ الأزمة الراهنة، فقد طرأت ارتفاعات متتالية في سعر هذه المادة لتعود إلى الانخفاض ثم الصعود كغيرها من السلع الأساسية وغير الأساسية، حيث لم يحصل ثبات في سعرها لفترات طويلة، لكن الثابت الوحيد في معادلة سوق هذه المادة وغيرها ايضاً قلة حيلة وزارة التجارة في ضبط تجاوزات تجارها، وخاصة في رفع السعر الأخير، حيث يلحظ فرق السعر الكبير بين أسعار السوق وسعر نشرتها التموينية، بحيث وصلت إلى حوالي 500 ليرة، لتكن المفاجأة في رد أحد مسؤوليها على رفع سعر الفروج بأنه ينتظر حتى تتضح الصورة، التي تبدو واضحة وجلية للمواطن البسيط والتاجر والمربي، في حين تبدو ضبابية كالعادة عند المسؤولين التموينين، فإذا كانوا غير قادرين على معرفة أسباب ارتفاع أسعار الفروج لحد اللحظة فكيف سيكونوا قادرين على ضبط أسعارها أو حتى إيجاد حل معقول لمنع هذه الطفرات السعرية المجنونة التي تزيد حال المواطن سوءاً، علماً أن الحل الأمثل في مثل هذه الحال توسيع نطاق التدخل الإيجابي وتخزين الفروج في برادات السورية للتجارة عند بيع الفروج في سعر منخفض وطرحه بالأسواق بأسعار معقولة تكسر حدة الغلاء الحاصل، مع حملة من العيار الثقيل ضد من يبالغ في رفع سعر هذه المادة حتى وأن كان هناك أسباب مبررة عند المربين لكن هناك زيادات من صنع المستغلين ولا علاقة لمنطقية الأسباب أو أحقية تعب المربين بها.
وعلى أية حال سننتظر مع التموين لحين اتضاح الرؤية لديها عل ذلك يسهم في تفتق قريحة مسؤوليها على حلول تؤدي إلى تخفيض سعر المادة على نحو ينصف المواطن والمربي ويحفظ ماء وجههم أمام من كلفوا بحمايتهم.
بانوراما طرطوس- سنسيريا