تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات... الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: مجلسكم هو المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة وتأثيره لن يكون ملموساً إن لم... بحضور عرنوس وعدد من الوزراء.. ورشة عمل حوارية حول التغيرات المناخية وسبل مواجهتها

في فضاء قرنٍ من الزمان .. فاطمة صالح تفتش عن «الجذور الخصبة» في غابة أشجار مزيفة

علي الراعي:

«إلى جذوري» بهذا الإهداء تفضح فاطمة صالح ما تريد من كتابة الرواية أو بالأحرى يأتي الإهداء وكأنه يبرر «انجاب روايتها» «مجنونة الخصيبة» .

الصادرة عن دار التكوين بدمشق وقبل أن أنتبه إلى هذا الإهداء اللافت كنت في حيرة، أو ربما وقعت في لبس إلى حد ما.. فمن كان السبب وراء إنتاج رواية كهذه، تقوم في مجملها تقريبا على سرديات بيئة محددة: أساطير، أديان، أمثال،… وحكايا ، لتنشئ منها «رواية»..!!

أم أن الرواية ذاتها كانت هي «الحجة» ربما لتقديم تلك السرديات التي اصطلح على تسميتها بـ «ما تحت أدبي»…؟!!

وإن كنت أميل إلى التبرير الثاني، فذلك لعدد من المؤشرات ليس أولها الإهداء «إلى جذوري» كما أن طغيان «ما تحت أدبي» في الرواية جاء الكثير منه على حساب فنية الرواية وكأنه مقصود بذاته…!

مع ذلك كل ذلك يمكن له أن يمر أو يبرر مادام هدف الرواية هذه الدعوة للتمسك بالجذور «والسلف الصالح» لكن الكاتبة وحتى تبرر دعوتها هذه كانت قد أجرت العديد من «الكولاجات» في أكثر من مناسبة، هذا التلصيق أوقع الرواية في بعض مستوياتها بالفجاجة والمباشرة عندما حاولت أن ترتبط بين ما وصلت إليه «الخصيبة» القرية المفترضة كفضاء لسرد أحداث الرواية بما يجري عولمياً اليوم..!!

وبتقديري كان الاستغناء عن هذا الكولاج يمكن له أن يجنب قسر الرواية وليّ عنقها لتقديم موقف سياسي راهن وعارض للكاتبة أو يعبر عنها وعن قناعاتها…!!

وتحديداً كان على حساب «حبوب» التي كان يفترض لهواجسها وحكاياها وتفاصيل حياتها أن تكون هي الرواية كساردة وكراوية،و.. منها تتشكل الأحداث كمركز خصب في هذه القرية التي تتجه صوب القحط والجفاف ولأن تكون عاقراً بعد أن أعمى ذكورها خصوبة زائفة انجبت لهم ذكورا وإناثاً مزيفين وغرباء عن أصلابهم فيما «امرأة الخصيبة» التي لفق إليها الجنون تعيش في الغابة خصيبة حقيقية تحبل وهي في سن الخامسة والأربعين متحدية كل سني اليأس..!

فحكاية لقائها مع «سعدو الأعرج» ليس واضحاً إن كانت حقيقة أم هي روح وحلم ونسيج من خيال امرأة توصف بـ«المجنونة» لكن التي قد تكون حلماً أيضاً، ثمة عوم في الزرقة وقد تكون حقيقية تسقط على العشب الناعم في وسط مقفر وإن كان خصيبا كغابة وصوت تردده الجبال لامرأة في كامل خصوبتها تصرخ «أنا امرأة خصيبة يا رجال الخصيبة»

وإذا ماطرحنا «الكولوجات للمواقف السياسية الراهنة». وهنا يمكن طرحها بسهولة باعتبارها جاءت اما فائضة عن الحالة الفنية ومن ثم طرحها لن يغير في الأمر شيئاً وإما أيضاً جاءت في مناسبات قليلة ومن ثم أيضاً طرحها لن يغير في الأمر شيئاً.. بل على العكس فإن أمرطرحها سيقوي من مستوى فنية الرواية حتى وإن كان ثمة دعوة للجذور واعتماد كل ذلك سرد ما تحت الأدبي لتبرير هذه الدعوة..!!

فقد استطاعت الكاتبة أن تسرد حكايا قرن في مئة وعشر صفحات كانت من الخصب والغنى لحد كبير، وكان ثمة تناغم بين عنوان الرواية «مجنونة الخصيبة» وشخصية «حبيبة» أو حبوب المرأة التي تخصب في سن الخامسة والأربعين، هذه الشخصية المركبة التي تجمع في شخصيتها الضعف إلى جانب القوة خلال زمن يركض أويسابق ليتخلص من روما نسيته لصالح كل ماهو مادي ،وذلك من خلال سرد أحداث قرية «الخصيبة» ومجنونتها «حبوب»..!!

وصراع الخصوبة الحقيقية مع الخصوبة المزيفة وهي إن لم تؤكد انتصار إحداها على الأخرى غير أنها تنفي الخصوبة الحقيقية إلى الغابة لتكون خصوبة لاينتبه إليها أحد ،وغنى جذور نمرّ بجواره على عجل، وقد أخذت بالعقول خصوبة زائفة تنتج زيفاً على الدوام ومن ثم يكون صوت الحق تماما كصوت هائم في برية..!!

أي أن الرواية «نجت» إلى حد كبير من أن تكون تعبوية وربما دون قصد الكاتبة متمسكة بالكثير من الفن رغم محاولات الكاتبة أن تضحي به لحساب تلك التعبوية..!!

في «الخصيبة» إذاً تلاحق الكاتبة شخصياتها وهنا إيحاءات العنوان تغوي كثيراً لتصفح الكتاب ـ الرواية، رواية هي أقرب إلى الحراك الاجتماعي تحكي قصة أفراد ومن ثم أجيال، وبهذا الوضوح الصعب تضيء فاطمة صالح هذه الملاحقة للشخصيات والذي نظنه غامضاً أو ملتبساًَ كاسم في البداية تسارع وتلقي الضوء عليه بعد نيف من الصفحات، كاسرة بذلك الأزمنة بحكايا تبدؤها تارة من نهايتها لتنتهي بها ببدايتها أو تبدأ من وسطها ومن نهايتها وصولاً لمقدماتها لتقدم في النهاية فيلماً مصوراً يسرد بكل الاتجاهات على مدى قرن كامل دون الوقوع في التسجيلية والتوثيقية.. تلتقي محطات الحاضر بالماضي من خلال سرد مسارات الشخصيات التي تأتي من اتجاهات مختلفة مجرية بذلك العديد من أفانين السرد الذي جاء في بعض الأحيان شعرياً وشاعرياً في أكثر من مرة ..!!

صحيفة تشرين

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات