تخطى إلى المحتوى

ممدوح عدوان مدرسة ثقافية نقتدي بها خاطب المشاعر بروحه و ترك أثره الأدبي في قلوبنا

بانوراما طرطوس – رهف عمار

لقد كنا بشراً أفضل مما نحن عليه الآن وكان من الممكن أن نصير إلى بشر أفضل مما نحن عليه الآن المسألة ليست في إطار الأحاجي أو الأماني بل هي من صميم الواقع الممكن.. والذي جعله القمع والبطش والتجويع إلى آخر القائمة غير ممكن.

ممدوح صبري عدوان كاتب وشاعر ومسرحي سوري ولد في 23 تشرين ثاني عام 1941 في قرية قيرون بالقرب من مصياف في محافظة حماة، تخرج من جامعة دمشق – قسم اللغة الإنجليزية وعمل صحفيّاً في صحيفة الثورة منذ 1964 وكتب المقالة في العديد من الصحف السورية والمجلات العربية حتى وفاته.

ومنذ أن وعى الحياة وهو يحمل اسمين أحدهما موجود في الوثائق وآخر يناديه به الأهل في القرية، والثاني هو الإسم الذي اشتهر به أدبياً فعند ولادة ممدوح قرر الأهل تسميته بمدحت وفعلاً تم ذلك وأصبح يطلق على والده صبري اسم أبو مدحت إلا أنَّ أحد الأعيان أشار إليه بضرورة تغيير الاسم زعماً منه بأنَّ اسم مدحت هو اسم تركي ويجب تغييره بسبب المآسي التي عاناها الشعب السوري إبان الحكم العثماني لسورية، فاشتهر بعدها باسمه المعروف ممدوح.
ولم يعرف ممدوح باسمه الحقيقي إلا عندما التحق بالمدرسة الابتدائية وهناك اكتشف اسمه، ولكنَّ الناس بقوا يعرفونه باسم مدحت الذي أصبح لا يستعمله إلا عندما يزور القرية.

قد بدأ نشر الشعر منذ عام 1964 في مجلة الآداب اللبنانية والمجلات العربية الأخرى ،وترك ورائه 26 مسرحية مطبوعة قدمت على المسارح في سورية وفي دول عربية متعددة ،كما نشر 22 مجموعة شعرية في دور نشر سورية وعربية، ومجموعتي “مختارات” نشرتا في القاهرة. كما نشر 30 كتاباً مترجماً عن الإنكليزية في الأدب والفكر والمسرح.وأصدر ستة كتب نثرية حول هواجسه في الأدب والفن والحياة عامة، تميزت حروفه بمخاطبة الواقع و قربها من عامة الشعب حين قال في أحد رواياته «نحن لا نتعود يا أبي إلا إذا مات فينا شيء تصور حجم ما مات فينا حتى تعودنا على كل ما يجري حولنا»

بالإضافة لذالك درّس الراحل مادة الكتابة المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق منذ عام 1992.

من مؤلفاته 26 مسرحية و22 مجموعة شعرية وروايتان و8 كتب متنوعة و26 كتاباً مترجماً منها :
المسرح
عدل
المخاض- مسرحية شعرية- مطبعة الجمهورية.
محاكمة الرجل الذي لم يحارب.
كيف تركت السيف.
ليل العبيد.
هملت يستيقظ متأخراً.
الوحوش لا تغني.
حال الدنيا- مونودراما.
الخدامة.
لو كنت فلسطينياً.
اللمبة- مسرحية خاصة بالمعوقين جسدياً.
زيارة الملكة.
الزبال- مونودراما.
القيامة- مونودراما.
أكلة لحوم البشر- مونودراما.
الميراث.
توفي ممدوح عدوان في 19/12/2004 بعد معاناة من مرض السرطان بدأ في آذار 2003 تارك وراءه حزنا عميقا لمن أحبه و بصمة أدبية ستبقى قدوة لنا لبعد أجيال
محمود درويش كان من الأشد حزنا على رحيل الكاتب ممدوح عدوان فقال رثاء له :
لا لأن حروف اسمك هي حروف أسمي لا أتبين من منا هو الغائب، بل لأن الحياة التي آلفت بين ثعلبين ماكرين لم تمنحنا الوقت الكافي لنقول لها كم أحببناها، وكم أحببنا فجورها وتقواها… فتركت ثعلباً منا بلا صاحب.

من أجمل ما كتب ممدوح عدوان :

ها هو الموتُ يأتي .. انهضوا أيها الميتونْ

جاء موتٌ جديدْ

نابع بين حبل الوريد وبين الجبينْ

هادئ ، مختفٍ بين دفء الكرى والنعاسْ

ها هو الموت يأتي ، اطمئنوا ، اكشفوا موتكم

فالذي لا يموت قتالاً ،

صراخاً يموتُ ، وغدراً يموتُ ، وغيظاً يموتُ

يؤكل الموتُ ، يشربُ ، يلبسُ ، تغسل فيه الوجوهْ

يختفي في الهواء إذا ما قبعتم وراء البروجْ

أيها الميتون الذين دَفَنتم رؤوسكمُ في رمال الحياة

أيها الميتون .. سلاماً مميتاً

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات