تخطى إلى المحتوى

ممرضة سوريّة نذرت حياتها للفقراء: احترفت تشغيل جهاز طبي معقد وفّر على المرضى دفع مئات الآلاف في الخارج!

ثمّة أشخاص “يُثقّلون بالذهب” .. أشخاص لم يعرفوا سوى العطاء حتى لو كان المقابل لا شيء، لأنهم لا ينتظرون المقابل، مجبولون على حب الوطن وأهله وفقرائه ومستعدين لفني حياتهم في سبيل هؤلاء..

الممرضة روعة نعمة حنا واحدة من هؤلاء، فهي لم تكتفِ بالقيام بعملها، بل أخذت على عاتقها تشغيل جهاز طبي متطور ومعقد ومعالجة المرضى عبره وإنقاذ حياة المئات من الفقراء الذين كان يمكن أن يكونوا في مكان آخر لولا روعة و”فضولها” وحبها اللامحدود لعمل الخير .

الجهاز الذي تعمل عليه روعة يسمى ( PASMA PHERESIS ) وهو جهاز طبي معقد يعالج العديد من الأمراض الصعبة التي قد تؤدي إلى شلل أو توقف الحركة عند المريض، حيث يعالج ( TTP ) نقص الصفيحات في الدم – والتسمم الدوائي – الدم المنجلي – زرع الخلايا الجزعية – والمرض الأكثر انتشاراً هو متلازمه غيلان باريه GUILLIAN BARRE YNROME

تقول روعة: يقوم الجهاز بعملية تنظيف الدم من خلال Plasma pheresis وهي عملية تنقية الدم من المضادات الذاتية، ويساعد الجسم على التخلص من حالة المناعة الذاتية، والعلاج يشمل كل الأعمار.

الجهاز مصدره ألماني وكان موجودا في مشفى الأسد الجامعي باللاذقية قبل عام 2016، وكانت تكلفة جلسة العلاج تكلف 75000 ل.س بينما يحتاج المريض في بعض الأحيان إلى 7 جلسات، تختلف حسب الوزن والطول و”الهيماتورين” .

تروي روعة حكايتها مع الجهاز فتقول: في عام 2017 انتقلت إلى مشفى تشرين الجامعي حيث كان وزير الصحة في جولة على المستشفى، فطلبتُ منه نقل الجهاز إلى مشفى تشرين لتكون المعالجة مجانية، لأن أغلب الناس لا يستطيعون دفع أجور الجلسات، وتمت الموافقة، وبدأت المعالجة المجانية، في ذلك الوقت كان هناك جائحة تصيب الأطفال ممن تتراوح أعمارهم من 15 إلى 17 عاما، فبدأت روعة العمل بمفردها لإنقاذ هؤلاء الأطفال على مدار 24 ساعة لأنه في أغلب الأحيان كانت تأتيها حالات في منتصف الليل وتضطر لإجراء الجلس .

وبالرغم من عدم وجود طبيب مختص بالعلاج، إلا أن الممرضة روعة استطاعت استخدام الجهاز المعقد من تلقاء نفسها، وذلك من خلال مراقبتها للمهندس المختص بتركيب الجهار وتجريبه، وهي اليوم تقوم بإجراء عمليات الصيانة وتصليح الجهاز بمفردها.

تقول: كان الدافع الأساسي هو حبي لمهنتي التي أعتبرها مشرفة وأخلاقية، والأهم كان بالنسبة لي مساعدة الفقراء الذين يحتاجون لدواء أو لعلاج.
ولأن الجهاز نادر وغير متوفر في معظم المحافظات، فقد كان يقصده للعلاج مواطنون من أغلب المناطق السورية (حمص، حماة، اللاذقية، طرطوس ومناطقها).
بانوراما طرطوس – هاشتاغ

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات