لم تمنع الإصابة البليغة التي تعرض لها العامل حسين حيدر في قسم كهرباء بانياس أثناء مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة من مواصلته عمله والاستمرار بأداء واجبه الوظيفي وإن كان بصفة إداري.
حيدر يوضح في حديثه إن الحالة الصحية التي يعاني منها جراء بتر قدميه لم تدفعه لطلب التقاعد المبكر بل أصر على إكمال عمله في القسم الإداري لكونه لم يعد قادرا على القيام بأعمال الطوارئ والإصلاح التي كان يقوم بها قبل تعرضه للإصابة.
إصابات متعددة وحروق في اليدين والجسم تعرض لها علي صالح علي العامل في قسم كهرباء العنازة الذي تمت الاستعانة به من قبل قسم كهرباء بانياس للقيام بمهمة إصلاح محولة المروج وأصيب خلالها بصعق كهربائي كاد يودي بحياته لكنه يؤكد أنه عاد للعمل لإيمانه بأهمية دوره في استمرار إيصال التيار الكهربائي للمواطنين.
ويقول علي: “خلال مسيرة عملي التي تبلغ 26 عاماً في مجال الطوارئ تعرضت لإصابتي صعق بالكهرباء إحداهما منذ فترة قريبة والأخرى عام 1996 لكن هذا لم يدفعني لطلب تغيير القسم الذي أعمل به نظراً لإيماني بالدور الموكل لي كعامل فيه”.
نقص العمال في قسم طوارئ سهل عكار دفع العامل محمد عطية الذي سقط من أعلى عمود كهربائي أثناء محاولته إصلاح عطل في المنطقة للاكتفاء باستراحة بسيطة حيث تعرض لرضوض وجروح قبل أن يعاود العمل من جديد.
صعوبة وخطورة المهمات التي يقوم بها عمال الكهرباء وخاصة الأعمال التي تتطلب استعمال الروافع وتسلق الأعمدة أدت إلى سقوط العامل عهد صقور من قرية بحوزي من الرافعة التي كان يستقلها خلال مرافقته فريق تصوير تلفزيوني كان ينجز تقريراً صحفياً عن أعمال القسم في سهل عكار خلال فصل الشتاء وإصابته إصابات خطيرة منها كسر بالفقرة القطنية الأولى وتهتك بالنخاع الشوكي موضحاً أنه مازال حتى اليوم يعاني من آثار السقوط لكنه مازال مداوما في عمله بالمركز دون القدرة على القيام بأي عمل بسبب الإصابة.
رئيس نقابة عمال الكهرباء داوود درويش أكد أن عمال قطاع الكهرباء على الرغم من علمهم بخطورة وصعوبة الأعمال التي يقومون بها والتي قد يؤدي البعض منها إلى فقدان العامل حياته إلا أنهم مازالوا مستمرين في أعمالهم مهما كانت ظروف العمل مشيراً إلى أن النقابة تقدم الدعم المادي والمعنوي للعمال تشجيعاً ومكافأة لهم على ما يقدمونه في سبيل استمرار التغذية الكهربائية حتى في أصعب الظروف وأخطرها.
بانوراما طرطوس – سانا