الزراعات الجديدة (الاستوائية – المدارية) دخلت الساحل السوري منذ ثمانينيات القرن الماضي كزراعة رديفة لزراعة الحمضيات وليست زراعة بديلة وقد يخطئ كل من يعتقد بأنها ستكون بديلة عن الحمضيات, كما أكد كل من التقيناهم من ذوي الخبرة والاختصاص, على الرغم من رواجها ونجاحها عند بعض المزارعين ولاسيما في قرية الخراب منطقة بانياس وأشار المهندس علي يونس مدير الزراعة في طرطوس إلى عدم وجود خطة لهذه الزراعة اليوم وتبني الزراعات الجديدة يحتاج دراسات مستفيضة وقراراً علمياً ومتابعة ووقتاً حتى يتم إدخالها في الخطة.
زراعة ناجحة
من جهته يؤكد المهندس رفعت عطاالله المشرف على أكثر من /50/ مزرعة لهذه الزراعات في منطقة الخراب بأننا اليوم يمكن أن نقيّم هذه الزراعة بأنها زراعة ناجحة من الناحية البيئية والزراعية والاقتصادية, وأضاف أن أكثر ما خدم هذه الزراعة التغير المناخي الحاصل ويمكن أن نتوسع بهذه الزراعة على حساب الخضراوات المحمية وتعدّ داعمة للزراعات التقليدية مثل الحمضيات وغيرها, وقد بلغت المساحة المزروعة من الفاكهة المدارية والاستوائية في المحافظة أكثر من /85/ دونماً 90{c8c617d2edb5161bfb40c09fc1eef2505eac4a7abf9eb421cef6944727a2654c} منها مغطى (بيوت بلاستيكية) وقد دخلت بعض أشجارها طور الإنتاج منذ 2006 وحتى اليوم 2019.
رأسمال كبير
لم تنتشر هذه الزراعة بشكل كبير برغم مرور سنوات على دخولها إلى سورية وبقيت محدودة الانتشار برغم الظروف الجوية المواتية والمردودية الكبيرة, المهندس عطا الله يعزو هذا إلى أن هذه الزراعة تحتاج رأسمال مال كبيراً ومزارعاً مغامراً, إضافة إلى افتقارنا إلى الخبرات في هذا المجال وعدم اعتماد هذه الزراعة من قبل البحوث العلمية الزراعية وعدم دخولها بالخطة الزراعية حتى اليوم، إضافة لسعر الغراس المرتفع نتيجة عدم إنتاجها في القطر ولا توجد مشاتل خاصة لها فمثلاً سعر غرسة المانغو يصل إلى /12/ ألف ليرة وكذلك, تكلفة إنشاء البيت البلاستيكي مرتفع جداً يصل الى مليون و/600/ ألف ليرة انشاء وزراعة, والأشجار لا تدخل طور الإنتاج إلا بعد ثلاث سنوات ليصبح العائد مرتفعاً يغطي كل النفقات, فالدونم الواحد يعطي /3/ أطنان من المانغو بعمر8- 25 سنة, ويصل سعر الكيلو ما بين /800-1300/ ليرة سورية لتبلغ عائدية البيت الواحد ذي المساحة /425/ م2 مليون ليرة سورية في الموسم الواحد وبيّن عطاالله بأن الثمار المنتجة لدينا تضاهي بلد المنشأ من حيث الطعم واللون والحجم .
وتؤكد المهندسة ندى ملحم- أن إقبال المزارعين على هذه الزراعات جيد نسبياً – ولا تزال في إطار محدود إذا ما قيست بانتشار الحمضيات التي تعد الزراعة الرئيسة في الساحل السوري خاصة في الطابق البيومناخي الذي يمتد بين 0- 300 م عن سطح البحر, وتعزو إقبال بعض المزارعين على هذه الزراعة إلى رغبة المزارعين بتنويع إنتاجهم لعله يمدّهم بدخل إضافي يعوضهم انخفاض سعر الحمضيات. إضافة إلى أن هذه الزراعات تلبي متطلبات شريحة جيدة من المستهلكين الذين يعرفونها أو تعرفوا عليها وعلى فوائدها .
أنواع متعددة
يعد المانغو من أكثر الأنواع انتشاراً في طرطوس فقد زُرع منذ عام 2005, الدونم الواحد يعطي /3/ أطنان من الفاكهة بعمر 8-25 سنة وقد يصل عمر الشجرة إلى /50/ عاماً.
الأفوكادو دخل سورية منذ بداية الثمانينيات وحتى 2005 لم يلقَ الرواج نتيجة الجهل بالقيمة الغذائية والطبية له ومؤخراً ازداد الطلب عليه وهو لا يقل قيمة غذائية عن المانغو, بل يوجد فيه بعض الأنزيمات والفيتامينات التي تؤخر علامات الشيخوخة وهو يدخل في مواد التجميل.
الكيوي أدخل منذ عام 1996-1997 وتم انتشار بساتين أمات في مشاتل مزارع الدولة في الثورة عام 1998 وبُدئ بتوزيع الغراس عام 2000 وهو ينجح كزراعة حتى ارتفاع /600/ متر ويتحمل حتى -6 درجة مئوية شرط توافر التربة المناسبة والمياه الكثيرة فاحتياجه للماء أكبر بكثير من المانغو.
كذلك القشطة وهي موجودة منذ 1998 لها قيمة طبية أكثر من غذائية وقد نجحت كزراعة داخل وخارج البيوت المحمية وتوجد كصنف قديم المسمى البلدي مصدرها لبنان صيدا وهي غزيرة الإنتاج والطلب عليها كبير.
/الدراغون/ فإنه زراعة جديدة أدخلها قسم بحوث الحمضيات من ماليزيا إلى سورية عام2007 , وهو نبات صباري يعد من نباتات الزينة الجميلة بأزهاره الرائعة الألوان والشكل, أما ثماره فهي ذات طعم قليل الحلاوة, مفيدة ومغذية غنية بكثير من الفيتامينات منها /C – B1 – B2 – B3 /وكثير من المواد المعدنية/ كالسيوم – فوسفور- حديد…/ وتحوي الكثير من المواد المنشطة والمغذية, وهي مفيدة في الحمية الغذائية ومعالجة السمنة (الريجيم), وملينة للأمعاء بما تحتويه من ألياف, ومفيدة للكبد, وللأشخاص ذوي الضغط المرتفع , وداء البول السكري, وهي مفيدة للعيون بما تحويه من كاروتين , وتعد داعماً كبيراً لعمليات الأيض في الجسم بما تحتويه من بروتينات.
ويصل الإنتاج في السنة الثانية إلى 2-8 أطنان/هـ وفي عمر النضج للغراس يمكن أن يصل الإنتاج حتى /20/ طن /هـ , تؤكل ثماره طازجة, أو تصنع منها المربيات والعصائر, وتجفف الأزهار ليصنع منها مشروب كالشاي.
وحالياً توجد أصناف جديدة منتشرة مثل: شيكو – ليتش – شوكولا – كاجو – دراغون – ما زالت زراعة منزلية كما بيّن عطاالله, ولا يمكن الحديث عنها الآن لأن أي تجربة تحتاج عشر سنوات لتقييمها ولكن يمكن القول: التربة في محافظة طرطوس مناسبة للزراعات الحديثة.
النباتات الطبية
وتعمل مديرية الزراعة كما بيّن يونس على تشجيع زراعة النباتات الطبية والعطرية وخاصة في ريف المحافظة الشيخ بدر, القدموس, العنازة ولاسيما أن عدداً من المزارعات أصبح لديهن أجهزة تقطير وكذلك يتم تقديم شبكات تنقيط وبذار صيفية وشتوية ضمن مشروع الزراعات الأسرية الذي يستهدف ذوي الشهداء والجرحى والشريحة الأشد فقراً في أنحاء المحافظة.
بانوراما طرطوس – تشرين