ربا توفيق سليمان من مواليد 1995 طالبة رياضيات
تختزل مشاعرها بكلماتها المرهفة..توثق نبضات قلبها بجمع أشلاء الحروف المتبعثرة في زوايا الخاطرة
تكتب القصة القصيرة منذ كانت في الصف الخامس ، تعبر عما يدور بداخلها بالكتابة ،
«سفر في غياهب التردد»
… ﺳﺄﺭﺣﻞ
ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ
ﻛﺮﻫﺘﻬﺎ ﻭ ﻛﺮﻫﺖ ﻛﺮﻫﻬﻢ ..
ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ.. ﻛﺮﻫﺖ ﺭﺅﻳﺘﻬﻢ ﻟﻠﺤﺐ
.ﻭﺣﺸﺎ ﻣﺨﻴﻔﺎ ﻭ ﻟﻠﺒﻐﻀﺎء ﺃﻣﺎ ﺭﺅﻭﻡ
.
.ﻟﻢ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﺣﺪﺍ ﺑﻘﺮﺍﺭﻱ ﺑﻌﺪ
ﻭﺿﺒﺖ ﺃﻣﺘﻌﺘﻲ ﻭ ﺣﺠﺰﺕ
ﺗﺬﻛﺮﺗﻲ .. ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺃﻣﻀﻲ ﻣﺎ
..ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻲ ﻫﻨﺎ ﻭﺣﺪﻱ
ﻣﺸﻴﺖ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻗﺮﻳﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ
ﻛﺘﺒﺖ ﺃﺣﺠﺎﺭﻫﺎ ﺣﻜﺎﻳﺎ ﻃﻔﻮﻟﺔ
.. ﺳﺎﻛﻨﻴﻬﺎ ﺷﺎﻫﺪﺗﻬﻢ ﻳﻜﺒﺮﻭﻥ
..ﻓﻜﻢ ﺗﻌﺎﻗﺒﺖ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ
..ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺼﺮﺥ ﺑﻲ: ﺍﺑﻘﻲ
ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﺻﺮﺍﺧﻬﺎ ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ
ﻟﻤﺪﺭﺳﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﻴﺖ ﻓﻴﻬﺎ
ﺳﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪﻣﺎﻱ
..ﺗﻤﺸﻴﺎﻥ ﻭﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻣﺮ
ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﻣﻦ ﻃﻼﺑﻬﺎ ﻟﻜﻦ
.ﺿﺠﻴﺠﻬﻢ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﻤﻌﻪ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻲ
ﺃﺣﺴست ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺘﺂﻣﺮﺓ ﻣﻊ ..
ﻃﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ.. ﺃﺧﺬﺕ ﺗﻌﺮﺽ
.. ﻟﻲ ﺷﺮﻳﻂ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ
ﻫﺮﺑﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﻋﺪﺕ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ.. ﻓﻲ
.. ﻏﺮﻓﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻨﺖ ﺍﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﻲ
ﺩﺧﻠﺖ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﺑﻲ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ
ﻳﺠﻠﺲ ﻭ ﻳﻘﺺ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻭﺃﻧﺎﺍ
ﺃﺟﻠﺲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻃﻔﻠﺔ ﻣﺘﺤﻤﺴﺔ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ
..ﻣﻤﺘﻠﺌﺘﺎﻥ ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ﻣﻤﺎ ﺗﺴﻤﻌﻪ
ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻲ
ﻣﻠﻬﻮﻓﺔ ﻋﻠﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺘﻤﺪﺩﺓ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ
ﻣﺮﻳﻀﺔ … ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺒﻠﻨﻲ ﻭ
..ﺗﺮﺍﻗﺐ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺟﺴﺪﻱ
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﻘﻒ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ
ﺃﺗﺮﺍﻩ ﺍﻟﺤﺐ ﻳﺮﻳﻨﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻧﻪ
ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺃﺗﺮﺍﻩ ﻳﺤﺒﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺑﻘﻰ
ﺃﺗﺮﺍﻩ ﻳﺮﻳﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ
?ﺍﻷﺷﻴﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ﺗﺤﺒﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎ
… ﻛﻼ … ﺳﺄﺫﻫﺐ
ﺃﺧﺬﺕ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ ﻟﻠﻤﻄﺎﺭ
ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻧﺪﺍء ﻟﺮﺣﻠﺘﻲ… ﻭﻗﻔﺖ
ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺣﺮﻛﺔ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﻄﻲ ﺍﻷﻣﺮ
…ﻟﻘﺪﻣﺎﻱ ﺑﺎﻟﻤﺸﻲ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺮﻓﺾ
ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ… ﺭﻣﻴﺖ
..ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ ﺃﺭﺿﺎ ﻭ ﺭﻛﻀﺖ ﺧﺎﺭﺟﺎ
ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺷﺘﺎﻕ
ﺃﺑﻲ ﻭ ﺃﻣﻲ ﻭ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﻗﺮﻳﺘﻲ ﻛﺄﻧﻲ
ﻋﺪﺕ ﻣﻦ ﺳﻔﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻟﻠﺘﻮ
كتييير حلوة .. عن جد موهوبة