التجدّد والدهشة حضرا على مدار عشرات السنوات في دورات معرض دمشق الدولي.. الحدث الذي يترقبه الإعلاميون والصحفيون المحليون والعرب والدوليون الذين يؤكدون أهمية معرض دمشق الدولي للإعلاميين لكونه مكاناً تلتقي فيه جميع عناصر العملية الإعلامية من حيث الآنية والقرب والأهمية والفائدة والغرابة والتشويق.
ويستحضر إعلاميون عرب عاصروا المعرض ذاكرتهم المحملة بالشوق والحنين، حيث يقول الصحفي والإعلامي العراقي حيدر النعيمي في حديث «أتذكر مشاركتي كصحفي في المعرض عام 2006 كانت أياماً لا تشبه غيرها مليئة بالمفاجآت والدهشة»، مشيراً إلى توزع نوافير المياه والمطاعم وتنوع المعروضات وحفلة الفنان السوري القدير صباح فخري على مسرح المعرض آنذاك.
نزهة لا تريد أن تنتهي ومساحة للفرح والبهجة تجتمع فيها كل الشعوب بمختلف مستوياتها واهتماماتها بهذا وصف النعيمي أيام وفعاليات معرض دمشق، معتبراً المعرض حدثاً مميزاً على مستوى الوطن العربي وخاصة في الفترة التي أعقبت انتصار سورية على الإرهاب، متوقعاً أن تكون دورة هذا العام أكثر تألقاً وتميّزاً من حيث الحضور والمشاركات على المستويين العربي والعالمي لأن سورية باتت أقوى، فدمشق الياسمين تستحق الاحتفاء والحياة.
عودة معرض دمشق الدولي للعام الثالث على التوالي أحد أهم مؤشرات انتصار سورية بهذا استهل الصحفي والإعلامي المصري محمد السيد أحمد حديثه لافتاً إلى أن المعرض هذا العام يأتي في غمرة انتصارات الجيش العربي السوري وعودة الأمن والأمان إلى الكثير من المناطق في سورية.
وأشار السيد أحمد إلى أن دمشق أقدم عاصمة مأهولة بالسكان تتزين هذه الفترة بأجمل حليها لتستقبل زائريها ضمن فعاليات المعرض في «كرنفال حقيقي» يمثّل رسالة سورية المنتصرة على الإرهاب والأعداء بالصورة والكلمة.
الإعلامية السورية المقيمة في كندا الدكتورة أمل الملحم تحمل في ذاكرتها صوراً كثيرة عن مساحة الجمال والبهجة في معرض دمشق الدولي عندما كان يقام بمحاذاة نهر بردى، فتقول: هذا الحدث الوطني العظيم لا يمكن أن يفارق ذاكرتي لمة العائلة والاستعدادات للسفر من محافظة اللاذقية إلى دمشق لحضور فعاليات ونشاطات المعرض كل صيف كان لنا موعد معه، فرحتنا به تشبه فرحة العيد، حيث نلتقي الناس ونتنقل بين أجنحة الدول المشاركة وكأننا نسافر بين هذه الدول.
إعلامياً ترى الملحم أن هناك العديد من المعارض التي تقام في الدول العربية ولكن معرض دمشق الدولي من أقدم وأعرق وأكبر المعارض الدولية في الشرق الأوسط وبقي محافظاً على مكانته وعراقته محلياً ودولياً، مشيرة إلى أن إعادة افتتاح المعرض بعد سنوات الحرب التي ألمت بسورية هي نصر وإيمان كبير بقدرة السوريين على تجاوز تلك الأزمة الكبيرة، كما أنه إحياء لذاكرة أصيلة محفورة في أذهان السوريين.
معرض دمشق الدولي كان سبباً في دراستي للصحافة هكذا بدأ الإعلامي والأديب يعقوب مراد المقيم حالياً في السويد حديثه، حيث قال: لا أخفي سراً إذا قلت إن هذا الحدث المبهر هو الذي جعلني أحب عالم الفن والفنانين وأتخلى عن حلم المحاماة وأتوجه لدراسة الصحافة والإعلام وجعلني أتردد سنوياً على معرض دمشق الدولي لحضور النشاطات الفنية والثقافية.
وأستذكر مراد زيارته الأولى لمعرض دمشق الدولي عام 1977 لحضور حفلة عبدالحليم حافظ الذي غنى أجمل أغانيه القديمة وحضوره في اليوم الثاني مسرحية «عرس التحدي» تأليف الشاعر حسين حمزة وإخراج الفنان ممدوح الأطرش التي جمعت ألمع نجوم الفن في عمل مسرحي استعراضي ضخم ضم العملاق وديع الصافي وسميرة توفيق وفهد بلان ومحمود جبر وأكثر من سبعين فناناً وفنانة.
وأشار مراد إلى أهمية المعرض التجارية والصناعية والفنية والثقافية والاجتماعية وبالتالي هو يحظى بمكانة إعلامية، لافتاً إلى ضرورة التركيز على التواصل مع المغتربين ودعوتهم ليكونوا حاضرين بقوة في هذا الحدث الوطني البارز لاسيما أنه بوابة حقيقية لرجال الأعمال السوريين للمساهمة والمشاركة في دعم الاقتصاد السوري وبناء سورية الحديثة.
سانا