تجربة الحياة الريفية الشعبية بكل تفاصيلها كالاستيقاظ مبكرا وإعداد خبز التنور وتناول الافطار المكون من البيض والسمن البلدي والزبدة والعسل و الخضراوات البلدية وفرتها مبادرة أطلقها المجتمع الأهلي في بلدة الدلبة بطرطوس تشجيعا منهم للسياحة الريفية الجبلية.
وتذخر الدلبة التابعة لبلدة جنينة رسلان بالمواقع السياحية والمناظر الطبيعية الخلابة وتشتهر بنبعها الذي تبلغ غزارته 8 امتار مكعبة بالثانية وهو يغذي بمياه الشرب مدينة الدريكيش ومعظم القرى بالمنطقة الشرقية والشمالية وتنساب مياهه الفائضة على طول النهر لتصب في بحيرة سد الدريكيش التي يبعد عنها 5 كيلومترات.
وتشكل مياه النهر في مرورها من النبع إلى البحيرة متنزهاً طبيعياً رائع الجمال حيث تنتشر أشجار الدلب والصفصاف إضافة للسنديان والغار ويكلل هذا الجمال الطاحونة المائية القديمة التي كانت يوما مركزاً للحياة إضافة إلى مغارة الزيرة التي تمتد مئات الأمتار بصواعدها ونوازلها .
وللتعريف بمنطقتهم ودعم مصادر رزقهم قام عدد من أهالي الدلبة بتجهيز أربعة بيوت ريفية بمساحة تتراوح بين 150 و 250 مترا لكل منها لتكون بمثابة منازل يمكن استئجارها وقضاء عطلة ريفية فيها مقابل أجر معين.
المبادرة التي انطلقت في بداية الشهر السادس من العام الحالي لاقت إقبالا لدى الكثيرين من زوار المنطقة والسبب حسب المهندس سمير أسعد من سكان المنطقة هو التجربة الفريدة من نوعها التي يوفرها هذا المشروع والتي تتمحور حول عيش تجربة ريفية وبيئية بكل معنى الكلمة لافتا إلى أن أكثر من ثلاثين عائلة أمت المنطقة من مختلف المحافظات.
ويضيف: إن الفكرة لاقت ارتياحا كبيرا لدى رواد المنطقة الراغبين باستذكار الماضي أو تجربة الحياة الريفية الشعبية بكل تفاصيلها وزيارة عين القرية لملء مياه الشرب منها إضافة لممارسة رياضة المسير على الطريق في كتف الجبل ضمن الغابة أو على الطريق الموازي للبحيرة.
عالم الريف الجميل يصوره بسام نظام أحد زوار هذه البيوت بالحديث عن فكرة النوم في منزل ريفي ذي اطلالة على بحيرة من جهة وغابة من جهة أخرى والاستيقاظ على صوت زقزقة العصافير وصياح الديك وشرب المياه المعدنية من النبع مباشرة والمشاركة في جلب البيض من قن الدجاج وإعداد خبز التنور.
سانا