مع بداية دخول الموسم الشتوي تدخل محافظة اللاذقية السبات الشتوي, فمن محافظة تعج بآلاف الزوار والمصطافين صيفاً تضيق بهم الحجوزات، إلى محافظة تعيش فترة ركود برغم امتلاكها مقومات السياحية الشتوية.
واقع السياحة الشتوية عرض مراراً وتكراراً إلا أن العروض تفتقر إلى التنفيذ إن وجدت، علماً أن المحافظة تمتلك كل المقومات الطبيعية للاستثمار السياحي الشتوي، فمنطقة صلنفة التي ترتفع عن سطح البحر ١٣٠٠ متر مثال للاستثمار، كما تمتلك المحافظة ٨٠ ألف هكتار غابات, ما يعادل ٤٠ {ae2208bec36715d67341bbae7042be5eb679cae37ba24c471ad449c2c03dcc11} من مساحة المحافظة التي تحتوي أيضاً محميات الشوح والأرز, علماً أن هناك فنادق ومنتجعات في هذه المناطق ولكنها للاستثمار شتاء.
يؤكد أيمن خليل «مستثمر سياحي» ضرورة منح المستثمرين ميزات وإعفاءات لتفعيل السياحة الشتوية، فمعظم الدول العربية لديها سياحة شتوية ولاتملك المقومات التي نمتلكها في سورية، فمثلاً مشروع «تلفريك» يعطي المحافظة ميزة سياحية شتوية وصيفية وقد جرى الحديث عنه منذ سنوات عديدة ولم يبصر النور إلى الآن.
وعزا مهند علي «أحد العاملين في القطاع السياحي» عدم وجود فعاليات اقتصادية تنشط في مجال السياحة الشتوية إلى ضعف الإمكانات المادية والافتقار إلى آلية عمل مشتركة بين كل الجهات سواء وزارة السياحة والإدارة المحلية والزراعة والنقل، وأضاف: يجب وضع خطة عمل موسمية لإنعاش السوق السياحية وخاصة خلال مواسم الأعياد الكثيرة في الشتاء، فهل يعقل أن تبقى استثماراتنا الشتوية أربعة أشهر فقط والأشهر الثمانية الأخرى بلا أي نشاط وبالتالي الاستغناء عن الأيدي العاملة؟.
وقال سومر الزين «دليل سياحي»: إن دور غرفة السياحة ضعيف جداً، ولماذا لا تقيم مهرجانات سياحية شتوية بأسعار تشجيعية خاصة في مواسم الأعياد، فهل يعقل أن يذهب الكثير من المواطنين برحلات سياحية إلى دول الجوار ولدينا مقومات للتمتع بموسم سياحي شتوي؟
ويرى المهندس أمير بدور (يعمل في القطاع السياحي) أن الأمر ليس بهذه السهولة فهناك صعوبات كثيرة تواجه السياحة الشتوية، منها عدم وجود فعاليات اقتصادية وغياب التنسيق، كما أن الفعاليات السياحية الخاصة ضعيفة جداً ونسبة مشاركة القطاع الخاص في الترويج ٣{ae2208bec36715d67341bbae7042be5eb679cae37ba24c471ad449c2c03dcc11}, علماً أن ميزانية الترويج زادت ٤٠{ae2208bec36715d67341bbae7042be5eb679cae37ba24c471ad449c2c03dcc11}، ويجب تزويد مديرية سياحة اللاذقية بكل الوسائل الترويجية، وإقامة مهرجان شتوي يحمل هوية وطابع المحافظة, والأهم تذليل كافة الصعوبات أمام المستثمرين. ويقول جورج قربان «مستثمر مطعم» لا توجد مقومات لكي تكون هناك سياحة وإشغالات خلال فصل الشتاء. حيث نعاني انقطاع الكهرباء في أغلب الأوقات والسياحة الشتوية يقصدها الزبائن يومي الخميس والجمعة بينما يكون المنتجع خاوياً بقية أيام الأسبوع، ونحن نتعرض لخسارة كبيرة دفعت معظم المنشآت السياحية وخاصة الواقعة في الجبل إلى الإغلاق خلال فصلي الخريف والشتاء، والوزارة لا تعفينا من الرسم «الكمالي».
وأشار سمير سليمان إلى أن معظم المنشآت السياحية الواقعة في المناطق الجبلية تغلق خلال الشتاء بسبب ندرة الزبائن، عدا عن أن معظم العمال يتسربون ليعملوا في المدينة لأن إيرادات المنشآت هناك أفضل بالنسبة لهم، ناهيك بأن المنشآت الجبلية عندما تغلق يضطر العمال إلى البحث عن عمل آخر لحين عودة المنشآت للعمل في موسم الصيف. من جهته قال ياسر دواي -مدير السياحة في اللاذقية: إن المنشآت السياحية تقدم تخفيضات ضمن موسم الشتاء، إضافة لوجود بنى تحتية جاهزة للاستثمار في حال تقدم أي مستثمر، والمديرية جاهزة لتقديم كل التسهيلات والخدمات لدعم الاستثمار في السياحة الشتوية ودعم أي مشروع سياحي.
تشرين
