تخطى إلى المحتوى

من “ضَو الكاز” إلى منصّات التعلُّم والتعليم الإلكترونية .. كيف اختلفت الوسائل ؟

لايكاد يخفى على أحد ما كان ومايزال يردده بعض الأهالي على أبنائهم من عبارات تحكي حالهم أوقات الدراسة قديماً، بينما كانوا يمحّصون في كتبهم وكراساتهم أيام طفولتهم ومراهقتهم الدراسية بمختلف المراحل ومنها العبارة الأشهر “كنّا ندرس على ضو الكاز”.

إذ تأتي هذه العبارة على سبيل تحمل كافة الصعوبات والمعوقات التي كان يواجهها الكبار لكنهم أصروا على التعلم تحدياً لكل ذلك ورغبة منهم في التحصيل والتقدم العلمي، ليتحول الأمر بمنظورهم اليوم إلى تبطُّر أبناؤهم على النعم التي توفرت لهم.

المنصات الإلكترونية:
ربما لا يمكن مقارنة “ضو الكاز” بالأمس مع ما هو متوفر اليوم على طريق العلم فالمنصات الإلكترونية ودروس “الأون لاين” ترسّخ عبارة أن “من يريد يستطيع”، إذ تمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر بتلك المنصات التي تجمع المعلم والمتعلم سواء بطريقة مباشرة أو عن طريق الصور ومقاطع الفيديو.

“غروبات فيسبوكية” لسد فجوات المناهج:
في أيام “كورونا” يبدو الأمر واقعاً ملحاً كي لا ينقطع المتعلمون عن نهجهم الذي كان قبلها، حيث تعمل أغلب المدارس في سوريا على إنشاء مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي تتيح للطلاب وذويهم التزود بالمناهج الدراسية.

إحدى المدارس في دمشق أتاحت لطلابها ذلك منذ بداية إيقاف الدوام المدرسي، حيث يقوم المعلمون التابعون لهذه المدرسة بتحديد وتخصيص أجزاء من المنهاج المحدد لكل مرحلة ليقوم المعلم بحل تمارين الدروس وتهيئتها لتكون خالصة بين يدي الطالب لدراستها.

رنا مُحمد، معلمة في مرحلة التعليم الأساسي توضح لتلفزيون الخبر أن “انقطاع التواصل المباشر مع الطالب في المراحل الابتدائية قد يصعّب المهمة بعض الشيء على المعلم حيث يتم استقطاب التلاميذ في القاعة الصفية بوسائل مختلفة بينما يبدو الأمر أكثر جموداً على هذه الحال”.

وتتابع “أعمل من منزلي، حالياً، على تحديد مخصصات المرحلة التي أقوم بتدريسها عبر حل تمارين الدروس وتوضيح النقاط التي قد يواجه التلميذ صعوبة خلال دراستها، أتخذ من الأوراق سبورتي التي أكتب عليها بخط واضح وملون ثم أصور الأوراق وأنشرها على المجموعة المخصصة للمدرسة على “فيسبوك”.

تفاعل ذوي الطلاب مع معلمي أبنائهم:
من جهة أخرى يرى بعض الأهالي في هذا خطوة مثمرة منها ما يشجع الطلاب على الدراسة بأن المحتوى العلمي متوفر، ومنها في تخفيف عبء محاولة ملء أوقات الأبناء في هذه العطلة المفاجئة التي لم تكن بالحسبان.

تقول أم أحد الطلاب في البداية واجهتني صعوبة بتحديد الأولويات والنشاطات التي سأعمل بها مع أبنائي في هذه العطلة، ويوم بعد يوم تم تنظيم الوقت والنشاطات إلى أن قررت المدرسة تحديد وقت لإرسال بعض من المنهاج الذي لابد للطالب من متابعته.

تتابع أتواصل مع مجموعة المدرسة التي تزودنا بالمخصص لكل يوم أكتب المحتوى على أوراق خارجية ليتعلمها أبنائي، وأحفزهم بشكل مستمر على المتابعة وأن الدراسة واحدة لكن الطريقة هذه استثنائية بسبب الظروف.

الجميل في الأمر، تردف السيدة، أن المعلمين يتعاملون مع الحالة بشكل إيجابي، حيث يناقشون الأهالي ويزودونهم بطرق جذب الطلاب، وينتهي بهم الأمر إلى إرسال بطاقات تفوق وشكر للطلاب عبر هذه المجموعات مرفق بها اسم الطالب لتشجيعه أكثر.

دروس “الأون لاين”.. هل تملأ الفراغ ؟
تأخذ دروس “الاون لاين” بالتزايد عالميا منذ سنوات وتظهر أهميتها أكثر في هذه المرحلة التي يمر بها العالم، ويروي أحد المعلمين الذي يقيم في ألمانيا ويدعى وليد عايش، تجربته مع هذه الدروس، محدداً المصاعب وما تتيحه هذه التجربة من تسهيلات للمتعلمين.

ويقسم عايش التعليم الإلكتروني إلى قسمين أحدهما “بالتواصل المباشر مع الطلاب عن طريق الشاشات اللوحية أو أجهزة الكمبيوتر، والآخر من خلال إنشاء مواقع خاصة للتعليم توفر محتوى تعليمي لكل مجال ومستوياته، حيث يدخل الطالب إلى هذه المواقع ويحدد اختصاصه لتفتح أمامه مقاطع فيديو يكون المعلم قد خصصها مسبقاً ويدعى هذا التعليم التفاعلي”.

ويقول المعلم الذي تحول عمله مؤخرا من قاعات مخصصة يتجمع فيها عدد من الطلاب في مراحل عمرية مختلفة إلى المنزل وأمام الشاشة: “كان الأمر صعباً في البداية بالنسبة لمن يعمل بشكل مباشر مع طلابه، الأزمة الأخيرة صدّرت حالات كنا نعيشها سابقاً إلى الواجهة وكان لابد من الخوض فيها”.

ويتابع “التعليم عن بعد من خلال سماعة وشاشة يعني جهودا أكبر يبذلها المعلم ومحاولات حثيثة لخلق تفاعل بين الطلاب، ويجب التركيز على تحديد عدد للطلاب كي يكون بإمكان المعلم تسهيل خلق هذه الفسحة التفاعلية”.

ويضيف “منذ اقترحت المدرسة التي أعمل لصالحها تعويض الطلاب بدروس “أون لاين” تواصلت مع طلابي وكانت فكرة مرحب بها، حددت لنا تطبيقاً الكترونياً مخصص عالمياً لاجتماعات العمل، وتم تحديد ساعات قسم عليها الطلاب على مدار الدوام الرسمي فيما قبل الحجر الصحي يجتمعون من خلالها خلف الشاشة من كافة النقاط التي يقيمون بها حول العالم”.

دروس “الأون لاين” مستقبلاً:
ويعتبر المعلم أن “التعليم” أون لاين” لايلغي التعليم التقليدي في القاعات لكنه قد يكون رديفاً له، يسهل الابتعاد ويرسخ المعلومات ويدعمها، ويعتقد أن العالم يمكن أن يتجه بشكل أكبر في السنوات المقبلة لتنظيم التعليم عن بعد بشكل أوسع تنظم له الوسائل والآليات التي قد يفتقر لها اليوم”.

يذكر أن العالم يمر بفترة استثنائية بسبب وباء كورونا ليتخذ، سكان الأرض من هذا التعطيل فرصاً لتعويض فاقدهم بكثير من المجالات التي شغلتهم الحياة عنها سابقاً، فمنهم من تابع حياته عبر خطوط “الأون لاين” ومنهم من يجلس متذمراً بانتظار زوال هذه الغمة.

الخبر

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات