تخطى إلى المحتوى

قلعة حمص.. أحد أعظم القلاع في القرون الوسطى

بانوراما سورية:

تعد «قلعة حمص» من أهم المعالم الأثرية والتاريخية في محافظة حمص, وتقع في الجنوب الغربي من المدينة القديمة على تل على تل يرجح أن أسفله طبيعي صخري و أعلاه صناعي ارتفاعه 32 م, وعلى ارتفاع 533 م عن سطح البحر, ويعود بناؤها إلى الألف الثالث قبل الميلاد.

ويعتقد الكثير من المؤرخين أن أقدم موقع نشأ فيه السكن في حمص هو التل الذي تتربع القلعة فوقه، ويفترض أنه يدفن ضمن طبقاته حمص القديمة قبل توسعها خارج حدوده إبان العصر الروماني، وأن الخندق المحيط به كان ضمن النظام الدفاعي للمدينة.

ومع غزو الرومان لمدينة حمص ووصول «جوليا دومنا» ابنة كاهن معبد الشمس إلى عرش الإمبراطورية الرومانية اتسعت حمص من سور دائري حول التل إلى مدينة لها شكل المستطيل وخضعت للمخطط الكلاسيكي للمدن الهلنستية الرومانية، وبعد انتشار المسيحية والقضاء على الوثنية بدأ التل يتحول, خاصة في العصر البيزنطي, إلى قلعة عسكرية.

وتبدو القلعة من الداخل وكأنها مدينة ملكية كاملة فيها أماكن للإقامة ومساكن ومسجد ومستودعات ومبانٍ إدارية ويحيط بها سور شبه دائري و فيها برجان وتحصينات عديدة, إضافة إلى المغارة الكبيرة التي يتجه مدخلها نحو الجنوب وهي كهف طبيعي في أساس التل,

وتم كشف أساسات قسم كبير من الأسوار التي تهدمت, والكشف عن الباب الشمالي الشرقي ورمم البرج الشمالي واكتشف في القلعة صهريج بعمق 27 متراً مكون من عدة طوابق لها أدراج ويعد من الفن المعماري الأيوبي النادر.

و كان يحيط بها خندق دفاعي و سور المدينة الذي كان يمتد من باب التركمان غربا و حتى باب السباع
جنوبا و بقيت معالم غير واضحة من آثار هذا السور حتى تمت إزالتها من أجل توسيع الطريق حول القلعة
و ردم الخندق و تم تحويله مؤخرا الى حديقة عامة .

و أظهرت الدراسات أن القلعة عبارة عن قلعتين تقوم واحدة (الأيوبية) فوق الأخرى (الحمدانية)
و قد نسبت الى أسامة بن منقذ و الحقيقة أن القلعة الحمدانية لم يبنها أسامة بل إن أباه نصر بن علي بن منقذ .
دانت المدينة و قلعتها العاصية لإبراهيم باشا المصري بعد انتصاره على العثمانيين في حملته على بلاد
الشام سنة 1248 هجرية و بقي فيها ثماني سنوات و قد رأى من أهلها تشبثهم بالدولة العثمانية فتشدد
في معاملتهم و دمر القلعة تدميرا كاملا و أخذ حجارتها الضخمة و أعمدتها و بنى بها مقرا و مستودعات
لجيشه خارج أسوار المدينة و سميت “الدبويا” و هي مقر دار الحكومة حاليا و لما عاد الحكم العثماني
للمدينة هجرت هذه القلعة و صارت تفتك فيها و في جامعها و بلاطاتها معاول النقض و سرقت أحجارها
حتى احتلت من قبل الفرنسيين الذين شادوا فيها بعض الأبنية و حصنوا أطرافها بالأسلاك الشائكة و بقيت
القلعة على حالها حتى يومنا هذا.

وتعتبرقلعة حمص أحد أعظم القلاع في القرون الوسطى.ويتجلى ذلك في هندستها العسكرية التحصينية المعقدة حيث لم تستطع وعبر مئات السنين أي من الجيوش أن تحتلها على الإطلاق.. وهو الأمر الذي دفع بإبراهيم باشا المصري إلى تهديمها وتخريب منشآتها عام ١٨٣٢ بعد أن أذاقت الحامية العسكرية المتواجدة فيها جيشه الأمرين….!!

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات