تخطى إلى المحتوى

ما الذي يعنيه أن تدخل الشمس مرحلة سبات “كارثي”؟

دخلت الشمس مرحلة سبات وصفه العلماء بـ”الكارثي”، لا تقتصر أضراره على كوكب الأرض، إنما على سائر كواكب المجموعة الشمسية، وتعرف هذه الظاهرة باسم Dalton Minimum، ومن المعلوم أن سبات الشمس واختفاء بقعها سيؤدي حتماً إلى انفجار البراكين وانعدام فصل الصيف، مع انخفاض حرارة الكوكب بشكل كبير.

وفي تصريح لعالم الفلك الدكتور توني فيليبس، قال إن “الحد الأدنى من الطاقة الشمسية جارٍ، وهو عميق. أصبح المجال المغناطيسي للشمس ضعيفاً، ما يسمح بأشعة كونية إضافية في النظام الشمسي”، وتشكل الأشعة الكونية الزائدة خطراً على صحة رواد الفضاء.

ما هي الـ Dalton Minimum؟

هي المرحلة التي تضعف فيها البقع الشمسية ثم تختفي تدريجياً، وقد سميت بهذا الاسم تيمناً بالعالم الفلكي الراحل جون دالتون، أما البقع الشمسية أو الكلف الشمسية، فهي بقع على الغلاف الضوئي للشمس، وتتميز بدرجة حرارة منخفضة عن المناطق المحيطة بها وبنشاط مغناطيسي عال، وبالرغم من كونها مناطق شديدة السطوع إلا أن الفرق بين درجة حرارتها، التي تبلغ حوالي 4000-4500 كالفن، وحرارة سطح الشمس عموماً، 5700 كالفن، تجعلها تظهر كبقع مظلمة، ولو نظرنا إلى هذه البقع بمعزل عن الغلاف الضوئي المحيط بها لبدت أكثر سطوعاً من المصباح القوسي.

الجدير ذكره أن هذه الظاهرة سبق وأن ضربت الأرض في الألفية الماضية، تحديداً بين أعوام 1790 و1830، وأدت الى زوال الفصول الأربعة، حيث حل محلها فصل طويل من الجليد والبرد القارس، ما أدى إلى فقدان جميع المحاصيل الزراعية على الكوكب وانفجارات في البراكين، عانى خلالها البشر كثيراً، حيث كثرت المجاعات، توقفت الحياة عن العمل، حصدت موجات الصقيع الكثير من الأرواح وانقرضت بعض أنواع الحيوانات.
.

ما هي سبل النجاة والوقاية وهل نحتاج إلى “سفينة نوح عصرية”؟

الإنسان بطبعه ميال إلى النجاة ومتمسك بالحياة رغم ظروفها الصعبة، فقد مرّت على الأرض ظروف أشد صعوبة، نجح الإنسان في تخطيها، أما اليوم، فقد تبدو ظروف الإنسان في أفضل حال، حيث يملك ما يؤهله لتجاوز هذه المحنة القادمة، فيمكنه بناء الملاجئ وتأهيلها بمستلزمات الحياة، ولسنا بحاجة أبداً لبناء سفن نوح جديدة، ففي معظم بلدان العالم يوجد الكثير من المباني، العسكرية والمدنية، التي شيدت تحت سطح الأرض، ومنها المختبرات التي يتم حفظ فيها عينات من كل أشكال الحياة.

كما وأن المباني السكنية العادية أيضاً فيها بعض الملاجئ الصغيرة، لذا لا تبدو التجهيزات مستحيلة، لكن الصعوبة تكمن في تأمين المواد الغذائية والمياه، وهذا الأمر يستحيل تأمينه على الصعيد الفردي، إنما هو بحاجة لجهود كبيرة من الدول.
.
هل هذه الظاهرة من علامات يوم القيامة؟

لاحظت ردات فعل كثيرة بين الناس من مختلف الأديان على هذه الظاهرة، حيث أجمع معظمهم أن ما تشهده الأرض اليوم، سواء من وباء كورونا أو هذه الظاهرة الفلكية، ليس إلا رسالة من الله وعلامات على قرب يوم القيامة، وهنا لا بد أن نشير إلى أن أهوال يوم القيامة، بحسب وصف الديانات السماوية، أكثر رعباً مما يحصل اليوم، وبالتالي لا وباء كورونا ولا اختفاء البقع الشمسية من علامات الساعة.

ظاهرة البقع الشمسية هي ظاهرة طبيعية للغاية، إذ أشرنا سابقاً أنها ضربت الأرض مراراً، وسبب حدوثها بسيط جداً، فالكلف الشمسية ناجمة عن انصهارات وتفاعلات ذرية داخل الشمس، ينتج عنها بقعاً على سطحها، وهذه البقع ضرورية لاستمرار الحياة بشكل طبيعي على الأرض، وفي كل فترة زمنية يخف نشاطها ثم يتوقف لمدة معينة، لتعود بعدها الشمس للعمل بشكل طبيعي.

أخيراً، يبدو أن حياة البشر على الأرض ستتوقف عن التطور قسرياً، حيث أن هذه الظاهرة من شأنها أن تعطل أنظمة الأقمار الصناعية والكهرباء والإنترنت، وكل ما له علاقة بالتكنولوجيا.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات