بانوراما سورية- عبد العزيز محسن:
لم تكن تعني لي انتخابات مجلس الشعب الكثير ولم أعلق الآمال الكبيرة على من يفوز ويصل الى مقاعد المجلس لأسباب عديدة.. ولكن يبدو اليوم أننا امام بداية لتشكل مناخ انتخابي جديد في البلد تظهر ملامحه في العديد من المعطيات الملموسة.. حيث لفتني بدايةً وجود العديد من الوجوه والشخصيات المرشحة الجديرة بتمثيل غالبية الشعب ومن جميع الشرائح والمناطق… بالتوازي مع تحسن ملحوظ في الآلية المتبعة في الترشح والترشيح والضوابط المتبعة في العملية الانتخابية في مراحلها الأولى والتي جاءت بتوجيهات مباشرة من السيد الرئيس بشار الأسد بعدم التدخل وترك حرية الاختيار للقواعد الحزبية لانتخاب من تراه مناسباً للتمثيل في قوائم الحزب وخوض الانتخابات العامة النهائية فيما بعد.. وهذه بادرة ايجابية في غاية الأهمية افتقدنا وجودها سابقاً، الأمر الذي كان يفسح المجال -حينها- للمحسوبيات والمصالح الشخصية وإفساد العملية الانتخابية في اختيار القوائم تحت عناوين مختلفة مضللة لا تحاكي العقل والمنطق على الإطلاق وتزيد من اتساع الشرخ ما بين المواطن والقيادات الحزبية..
واليوم اصبحت الكرة في ملعب الناخبين لاستغلال هذا المناخ الإيجابي وتوخي الدقة والموضوعية في اختيار ممثليهم الى البرلمان والابتعاد عن المحسوبيات والمصالح الشخصية وما تبقى من الأمراض الاجتماعية والرواسب التي خلفتها التجارب السابقة! ولتكن بداية صحيحة لمرحلة جديدة في غاية الأهمية تواكب وتحاكي متغيرات وظروف في غاية الصعوبة نواجه فيها خصوم واعداء يخططون باستمرار للحصول على مكتسبات جديدة لهم، وإبقاء هذا البلد في مستنقع الحرب والفقر وجره الى المزيد من الفوضى والآلام التي يعاني منها غالبية الشعب السوري..
أخيرا”.. أرى الأمر اختبار جدي في غاية الأهمية وفي ظرف بالغ الدقة والحذر لناحية التحديات والاستحقاقات المستقبلية الانتخابية وغير الانتخابية.. واجدها اليوم فرصة ثمينة سانحة يجب اغتنامها من قبل الشرفاء لتحكيم ضميرهم وحشد طاقاتهم والعمل بيد واحدة وقلب واحد لمصلحة وطنهم الغالي سورية وشعبهم الأبي والأصيل… فكما يقال “كل مين بيعمل بأصله” اتمنى ان يثبت السوريون للعالم من جديد انهم أبناء أصل وعز وكرامة.. وأنهم أحفاد رجال عظماء تركوا بصمتهم المؤثرة في ارجاء المعمورة.. وليمحوا تلك الصورة والسمعة السيئة التي يحاول الاعداء زراعتها وترسيخها في اذهان العالم .. فلنعمل الآن من اجل سوريتنا الحبيبة.. ولنرفع الصوت عاليا”: سوريون نعتز ونفتخر وسنعود كما كنا وافضل.. منارة تشع بنورها وعلمها على العالم أجمع..