الأمل والاجتهاد والثقة بالنفس وتحدي الظروف كلها مصطلحات استطاع أن يقدمها متحدى الإعاقة كما يجب أن تكون، فهناك الكثير من النماذج التي تغلبت على أوضاعها الصحية وحققت أهدافها في مختلف المجالات ( الثقافية والأدبية والرياضية وغيرها ) وكان لها بصمات عديدة في المجتمع ..
وأثبتت أن الإعاقة ليست جسدية حيث تمثل الموهبة تميزاً ملحوظاً عند أحد الأشخاص في جانب معين أو أكثر وعادة ما تكون مصحوبة بقدر مناسب من الابتكارية …
حيث اعتقد كثير من الناس أن ذوي الاحتياجات الخاصة تتعارض أوضاعهم مع الإبداع والموهبة، على اعتبارهم بأن لديهم قدرات متدنية في أحد المجالات الجسمية أو الحسية وبالتالي عدم القدرة على التفكير الابتكاري والإبداعي إلا أن الواقع يشير إلى أن تدني القدرات في مجال واحد أو أكثر لا يعني بالضرورة انخفاض الأداء في بقية المجالات ..
وهو ماجسدته آية شادي بلال ( تعاني من شلل دماغي ثلاثي حركي ) ابنه محافظة طرطوس من مواليد 2004 – كرتو ( الكريمة ) بصبرها ودعم أهلها والمقربين ورفاق المدرسة حيث تحدت جميع الظروف بضحكتها التي لا تفارق وجهها بقلمها وأوراقها مجسده أروع الكلمات لتبوح بها للجميع التي عشقت الكتابة ( من شعر وبعض الخواطر وغيرها ) محاولة نقل الواقع وترتيبه لتدونه على صفحتها الخاصة في دفتر مذكراتها ..
ومن بعض هذه الكتابات من وحي مانعيش فيه من انتشار فيروس كورونا حيث قالت
مرحباً.. أنا التي تكتب لكم الاقتباسات دوماً.
لا اعلم ماذا يحدث لكم عند قرائتها ..
اليوم على غير عادتي..
أشعر أني بحاجة إلى قول الكثير لكم ..
أظن أن الخراب داخلي انتقل إلى بلادي ..
لم أكن أدري بأن ما يحدث داخل روحي..
سيُحدث هذا الكم من الخوف والهلع في العالم..
في الواقع..
لم أجد وصفاً يليقُ بهذه الأيام سوى أنها أيامٌ ثقيلة. . تنخرُ اثراً في الروحِ قبل الجسد..
معاذ الله أن أقول أنني يأست..
ولكنها والله أيام ثقيلة..
ليس لعدم قوة مناعتنا..
ولكن المحزن هو أن يموت الملايين يومياً ..
بسبب فيروس لا يكاد يرى بالعين المجردة..
هذه هي مقدرة الله..
الجميع يقول 2020 سنة شؤم ..
دعوني أخبركم بشي..
أفعالنا هي من نقلت الشؤم إلى بلادنا..
الكره والحقد جلب الشؤم..
لا تتفاعلوا مع الفكرة أنها سنة شؤم..
، أنت وحدك ستدفع ثمن سوء ظنك بالله ،
لأنه لا يحدث شيء إلا بإرادته سبحانه..
، وحاشاه” أن يكتب ضراً لعباده إلا لخيراً يتبعه..
فأهلًا بجميع أقدار الله برضا وحب وتفاؤل وثقة..
خائفة أن يكون عمري خريفاً لا ربيع يأتي بعده..
لو أتى سحاب سيكون الوضع أفضل قليلاً ..
يمطر على روحي حبًّ فيزهر ورد قلبي..
لست ممن يحب الحزن على الإطلاق بالعكس أملك روحًا فكاهية ..تجعل كل ما حولي يرقص فرحاً..
حتى الجماد..
لكن هناك أوقات تحدث فيها أمور تطفئ هذا الكون بأكمله في عيني..
لكنني اثق بأنه..
سينتهي كل شيء مؤلم..
سنتذكر كل ما حدث..
ولن يبقى منه إلا ذكراه ..
إن أردنا تركناها أو تناسينا ومحيناها..
ستزهر أرواحنا من بعد ذبول…
وسيغدو الربيع أجنحة تطير بنا إلى عالم يملئه الألوان..
سترحل كل آلامنا ..
وتبقى آمالنا ننثرها نحييها ونحققها …
سوف يتغير كل شيء ليبقى الجميل فقط..
أتمنى أن نَجِد نهاية نستحقها ، بعد كُل ما مَررنا به