بانوراما طرطوس- غوستينا سليمان:
أثرت الأزمة التي تمر بها سورية على العلاقة بين الزوجين في العديد من الأُسر في المحافظات السورية… فقد كشفت مصادر خاصة تراجع معدل الزواج في سورية إلى أكثر من 40 {844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e} إضافة إلى ارتفاع كبير في حالات الطلاق المسجلة مشيراً إلى أن أكثر من 75 {844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e} من حالات الطلاق تمت بالتراضي وزادت حالات الطلاق بشكل ملحوظ منذ اندلاع الأزمة السورية فقد تنوعت أسباب الطلاق وظهرت أسباب جديدة لم تكن موجودة قبل الأزمة منها الخلافات الكبيرة نتيجة كون أحد الزوجين معارضاً أو موالياً..
طبعاً إضافة للأسباب الموجودة سابقاً تفاقمت مع الأزمة ومنها أيضا سوء الأوضاع المعيشية التي انعكست على العائلة السورية وشكلت عبئاً إضافياً على المواطن.
فعلى سبيل المثال:
سهام التي تجلس في منزل أهلها تنتظر وثيقة الطلاق من طليقا التي لم تعد تستطيع العيش معه ولا تحمل ظروفه بسبب الذي تعانيه البلد من غلاء وغيره..
والظروف الاستثنائية بكلِّ المعايير التي يعيشها مجتمعنا الآن صيَّرت بعض العادات والتقاليد طقوساً وأنماطاً جديدة في الحب والارتباط والزواج تبعاً لتلك الظروف حيث عمل العديد من الشباب خلال الأحداث الراهنة على تغيير بعض العادات التي توارثوها، ما أدَّى إلى حدوث انكماشات في بعض الأنماط بسبب الحالة الاجتماعية والنفسية للمجتمع حيث لوحظ تقلُّص عدد الأفراح خاصةً عادات الاحتفال بعلاقات الخطبة والزواج. فتقلَّص طقوس وطبيعة هذه العلاقات إن صحَّ التعبير يعود لعدة أسباب منها الاقتصادي والاجتماعي والأوضاع المأساوية التي تقاسيها معظم الأسر السورية..
أما على صعيد المحبين:
فقد العديد من العشَّاق خلال الأزمة قدرتهم على التواصل مع الطرف الآخر بسبب ذهابه إلى الاحتياط والدفاع عن الوطن والذي يعدُّ غلافاً يحمي علاقات الحب من الانهيار. ولكن الخطأ ينشأ من عدم تقبُّل الآخر أو فقدان القدرة على التواصل معه وينعكس هذا النفور عادةً في تصرّفات صغيرة مستهترة أو تعليقات تقال من دون تفكير أو نيات طيبة لأفعال حسنة تؤجَّل دائماً إلى حين هدوء الأوضاع وعودة الأمور إلى سابق عهدها.. في الوقت الذي يحتاج فيه الجميع إلى خلق مناخ من الدفء والاحترام بين الطرفين.
فهناك ريم 24 عاما: تتحدث لنا عن حبيبها قصي (28 سنة) شاب يؤدِّي واجبه الوطني في خدمة العلم قبل حلول الأزمة بثلاثة أشهر وهو إلى الآن يقوم بواجبه وتابعت حديثا بأنها كانت على علاقة عاطفية معه منذ أكثر من ثلاث سنوات، إذ كانت العلاقة في بدايتها جميلة وهادئة ومرحة ولكن بعد مرور أكثر من ستة أشهر على وجوده في الجيش بدأت المشكلات تتفاقم بينهما فهي لم ترَه منذ أكثر من ثمانية أشهر وطبعاً لا تستطيع الاتصال به إلا في حال قام هو بذلك وهذا أثَّر فيها كثيراً وبدأت تحسُّ بأنه بعيد عنها ولا يعرف تفاصيل كثيرة تمرُّ في حياتها وفي الوقت ذاته أصبح هو رجلاً عصبياً بشكل كبير هذا ما أدى الى الانفصال بينها بعد هذا الحب كله على حسب قولها…
وفي النهاية نقول:
الصبر صبران: صبر على ما تكره وصبر على ما تحب فلنصبر ولنحب بعضنا ولنجعل من الي يحدث في بلدنا أكبر مثال لنتحمل بعضنا البعض فقد يمكن للكلمة الطيبة أن تكون دواء فعالاً يراجع الإنسان من خلالها نفسه ويعيد النظر في أساليبه كما يمكن تعلم أساليب الحوار الناجحة وأساليب ضبط النفس التي تعدل من تكرار المشكلات وتساعد على حلها “بالطرق السلمية” بعيداً عن الطلاق.