دينا عبد
الشعور بالنقص الذي يشعر به الجميع في مراحل الحياة، حالة مرضية سببها الشعور بعدم كفاية حقيقية أو متخيلة مما يتسبب بأن يكون الفرد أقل ثقة بنفسه وميالاً لانتقاد نفسه بشكل مفرط، ما يؤثر في علاقاته الاجتماعية وحالته النفسية ونجاحه في الحياة.
د. منى كشيك – تربية عامة – رئيسة قسم أصول التربية تعرّف عقدة النقص بأنها شعور المراهق بأنه دون الآخرين من حيث الصفات الاجتماعية والجسدية والفكرية والنفسية، مثلاً: قد يشعر الطالب بالنقص عن زملائه الذين يعتبرهم مميزين في فصله بسبب ضعف أدائه، فالذين يعانون من النقص لا يشعرون بالراحة الكافية، ويعبّرون عن حساسية شديدة تجاه الوجود في المواقف الاجتماعية والتعامل مع الناس وفهم أنفسهم بطريقة سليمة. وهي نوعان: أولية، حيث تحدث في فترة الطفولة مع استمرار المشاعر في مرحلة البلوغ، وغالباً ما يكون سبب الدونية الأساسية هو ضغوط الطفولة، مثل إهمال الوالدين أو إساءة المعاملة، وعدم كفاية الدعم العاطفي، وضعف الأداء الدراسي، وتتفاقم هذه الدونية عند مقارنة الشخص بالآخرين مثل الأشقاء والأصدقاء.
وثانوية، تبدأ في مرحلة البلوغ، وتنتج عن عجز الشخص البالغ عن تحقيق الأهداف الموضوعة لتعويض مشاعر النقص التي بدأت معه منذ مرحلة الطفولة الأصلية.
أما كيف تنشأ عقدة النقص فقالت د. كشيك: هناك بعض العوامل مثل التنشئة الاجتماعية، فالأطفال الذين تتم تربيتهم من والدين يعارضان وينتقدان دائماً أعمال أطفالهم وأداءهم معرضون لخطر كبير بتطوير عقدة النقص وضعف الثقة بالنفس أو التمييز الاجتماعي، فقد يؤدي التمييز ضد الفرد بناءً على العرق والجنس، والحالة الاجتماعية والاقتصادية والمستوى التعليمي، والدين والتوجه الجنسي إلى تعريضه لمخاطر الإصابة بحالة عقدة النقص.
وهناك العيوب الجسدية في المظهر، مثل مشكلات الوزن والمشكلات البصرية والأمراض الجلدية والحروق والجروح قد تثير مشاعر الشك بالذات، وتؤدي السمات الفيزيائية الأخرى إلى الشعور بمشاعر النقص مثل عيوب النطق بما في ذلك التأتأة.
وعن علاجها قالت د. كشيك: يجب أولاً تحديد الفارق بين عقدة النقص، وبين وجود نقص في ذات الإنسان، وهذا لا يؤثر بالسلب في مجريات حياته، حيث إن عقدة النقص هي التي تمنع الإنسان من تحقيق التقدم في حياته بشكل إيجابي، وتمثل إعاقة ويجب معالجتها، وإذا اكتشف الشخص أن ما يمر به هو أحد مركبات النقص، مثل لون بشرته أو الطول أو الوزن أو غير ذلك، فيجب العمل على تقبل الذات كما هي، وليس هناك مانع من الوصف الموضوعي من دون مبالغة، وتذكير المراهق بأن معايير قبوله لذاته مختلفة عن الآخرين، حيث إن الأساس في التعامل هو الصدق والوفاء والمرح، وتلك الصفات كافية للغاية لكي يتقبل الآخرون تلك الصفات، وعلى العكس من ذلك سيجد أن تلك الصفات أو غيرها هي ما نبحث في الآخرين دون الاهتمام بالمظاهر.
الحوار الذاتي، وهذا ضروري، حيث يمكن للمراهق التغلب على الشعور بالنقص بمجرد التحدث مع النفس بشكل إيجابي، والمفتاح هو التدريب على مواجهة الأفكار السلبية بأخرى إيجابية، ومقابل كل حديث سلبي مع أنفسنا من الضروري أن يقابله حديث إيجابي.
ويمكن التغلب على مشاعر الدونية بإحاطة المراهق بأكبر عدد ممكن من الناس الإيجابيين، فعندما تكون محاطاً بأشخاص إيجابيين يذكرك ذلك بالطريقة التي من المفترض أن تعامل نفسك، لأنهم يذكرونك بقيمتك ومواهبك، ومن المفترض إيقاف المقارنات، فمن الممكن أن يقع المراهق ضحية ذلك، لذلك يجب أن ندرب أنفسنا على تحسينها بصرف النظر عن أي شخص آخر، ويمكننا تقدير الآخرين ومواهبهم لكن يجب عدم وضع نهاية للمقارنات فوراً.
- الرئيسية
- مجتمع ومناسبات
- عقدة النقص .. حالة نفسية تحتاج لعلاج اجتماعي وصحي
عقدة النقص .. حالة نفسية تحتاج لعلاج اجتماعي وصحي
- نشرت بتاريخ :
- 2021-01-05
- 1:43 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
إقرأ أيضامقالات مشابهة
تابعونا على فيس بوك