قلوب صغيرة تنبض بقوة، وعيون قلقة تسترق النظر من خلف الستارة آملة أن يكون اليوم المسرح بلا جمهور، لحظاتهم المضطربة تفصلهم عن اليوم الذي طالما خططوا له وحلموا به، لكن الخوف يلعب لعبته ويجعل أناملهم الصغيرة ترتجف بحجة البرد القارس ولكنها تحدت فعزفت مبدعة موسيقا ملونة.
موسيقا ملونة هو الحفل الذي أقيم مؤخرا على مسرح المركز الثقافي في كفرسوسة بجهود من معهد الافق فكان اسما على مسمى، حيث تنوعت المعزوفات وعبرت عن فرح مختبئ في زوايا قلوب الأطفال وصدور أهلهم وذويهم.
نعم إنها الموسيقا عالم من الأمن والسلام أكثر ما تحتاجه نفوسنا لتنعم بالهدوء في هذا الجو المشحون، فلكل منا حكايته فمن منا لم ترمه هذه الحرب بحجارتها فأدمته إن لم يكن جسديا فنفسيا ومعنويا تاركة ندبا” تحتاج إلى الكثير من الترميم.
رامية طفلة بعمر الورد أوجعتها الحياة باكرا” حزينة على والدها الذي منعه المرض من حضور حفلتها فتناثرت دموعها على خدود عودها لتمتزج المشاعر على شكل أنغام، فلا عجب إذ تعزف الآلات على نبض قلوب هؤلاء الأطفال فالحب بينهم نما مع نمو الأظفار..
أطفالنا يحققون أحلامنا ويأخذونا إلى عالمهم هذا ما قالته السيدة ناديا التي قررت أن تدخل هذا العالم مع ابنتها ففي عيون الموسيقا يتساوى الكباروالصغار.
وتصغر في حضرتها الصعاب، صعاب عايشها علاء وهو أحد الطلاب الشباب الذين حلقوا في سماء معزوفاتهم على الرغم من ضغوطات امتحاناتهم فالحلم أصبح حقيقة قريبة المنال.
أحلام صغيرة تدعمها قلوب منهكة أتعبتها مرارة الحياة تريد أن توصلها إلى بر الأمان حيث لا حروب فيه ولا اقتتال.
الأمن والاطمئنان هو ما نتمناه لأطفالنا على الدوام فلنبحث عنه هنا وهناك فربما يتربع في أبسط الأشياء، وقد يكون طيفه من حولنا، المهم أنه من أجل أطفالنا أن نبحث عنه باستمرار لأنهم يستحقون الحياة.
زهور محمد