تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات... الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: مجلسكم هو المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة وتأثيره لن يكون ملموساً إن لم... بحضور عرنوس وعدد من الوزراء.. ورشة عمل حوارية حول التغيرات المناخية وسبل مواجهتها

تصوير الموائد الرمضانية مرض اجتماعي ومدعاة للحسد

بارعة جمعة

باتت مسألة تشاركية الأفكار والآراء بين الأفراد شيئاً طبيعياً، ولاسيما بعد التطور الكبير في عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي حوّلت العالم إلى قرية صغيرة، إلا أن تقريب المسافات واختصارها بهذا الشكل الذي نعيشه هو سلاح ذو حدين.
ولا يختلف اثنان على الإيجابية من التواصل اليومي, ومشاركة اللحظات الجميلة بين الأهل والأصدقاء، وسط ما نعيشه من تباعد اجتماعي فرضته ظروف السفر والغربة للبعض، إلا أن فكرة تبادل الصور للموائد الرمضانية تعد جزئية سلبية للغاية بنظر البعض ومؤذية أيضاً، بينما تشكل حالة طبيعية لدى آخرين ممن اعتادوا القيام بها من دون الحاجة لتقديم مبررات.

“تسويق إلكتروني”
بات قضاء ساعات طويلة أمام شاشة «الموبايل» ومتابعة مستجدات العالم في مجال الطبخ سلوكاً يومياً لدى ربة المنزل تهاني موسى، كما أصبحت برامج المطبخ الملهم الأول لاختيار طبق رمضان اليومي بالنسبة لها، ويعود الأمر بتهاني لإعجابها الشديد بطرق ترتيب المائدة والأطعمة التي خلقت لها دافع تصوير مائدتها اليومية ومشاركتها مع صديقاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كما يعد تبادل الخبرات والوصفات بين النسوة سبباً رئيساً لدخول الموظفة مها المصري عالم الإنترنت، والبحث بشكل يومي عن وصفات لصنع حلويات رمضان والتفاخر بها عبر صفحتها الشخصية التي باتت مصدراً لتعلم الكثير من أصدقائها في العالم الافتراضي.

بينما أبدت الطالبة يسرى محمود تقبلها للموضوع من باب الحرية الشخصية للفرد، وبأن مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بالصور، فما الغريب في تبادل صور الطعام بين الأصدقاء؟ .
“مرض نفسي”
إلا أن اللجوء لمثل هذه السلوكيات يعد نوعاً من الأمراض النفسية برأي الموظفة سوسن محمد التي رفضت بشكل مطلق هذا الأمر، لكونه استثماراً فاشلاً في واقع افتراضي مليء بالكذب على حدّ تعبيرها.
كما وافقها الرأي علي عيسى معتبراً أن من يلجأ لتصوير الموائد والأطعمة يفتقد للشعور بالآخرين، عدا عن كونه نوعاً من التباهي أيضاً والذي لا يجلب سوى المأساة للكثير من الأسر الفقيرة.
سلوكيات خاطئة

لقيم التسامح والمحبة التي يحملها شهر رمضان المبارك أثر في نفوس الصائمين، لذا من الطبيعي اللجوء لمساعدة الآخرين بدلاً من استعراض الأطباق والموائد من وجهة نظر الموظف رائد علي، الذي حثّ على تكريس قيم الإنسانية ومساعدة الفقراء، بدلاً من التباهي بما نملك.
فيما عدّت ربة المنزل أن تصوير الموائد الفاخرة التي تحتوي على ما لذ وطاب من الأطعمة يجلب الحسد لصاحبها، ولاسيما أننا نعيش ظروفاً اقتصادية صعبة, ولا يملك أغلبنا ما يكمل به الشهر مقارنة بالغلاء المستمر في المواد الغذائية.
في حين أن اللجوء للاهتمام بظاهر الأمور وتغييب المعاني الحقيقية للصيام يفقد احترام الناس لبعضها البعض، هذا ما أكده الأستاذ عاطف قدور داعياً الجميع للتحلي بقيم الخير التي يحثّ عليها شهر الخير والفضائل.

كما يعد تصوير ونشر الموائد الرمضانية من أخطر السلوكيات المنتشرة في مجتمعنا الحالي برأي الخبيرة في الشؤون الاجتماعية والعلاج النفسي الدكتورة هدى قصار، مبينةً أن هناك فرقاً بين من يلجأ لتعليم فنون الطبخ وبين اللجوء للتفاخر بما لديه.
وأشارت قصار إلى أنه وللأسف نجد اليوم أن خصوصية البيوت منتهكة من قبل أصحابها، ما يفقد البيوت والموائد البركة في الطعام والرزق، كما أن القيام بمثل هذه الأفعال من دون النظر لما يعيشه الفقير من حرمان يعكس مدى بعدنا عن الأخلاق التي كانت تجمع الأهل والأحبة في رمضان.
حيث إنه اليوم يُمنع اقتراب أي شخص من المائدة لحين انتهاء تصويرها وهذا غير مقبول من ناحية المنطق الاجتماعي.
والغريب اليوم أننا بتنا نتأثر بثقافات الغير، إلا أن الغرب أخذوا كل الإيجابيات لدى المجتمعات العربية، بينما لجأنا نحن للتقليد الأعمى من دون هدف، مع العلم أن الغرب لم يلجؤوا لمثل هذه الأفعال وعلى العكس تماماً ما زالوا يتمتعون بحدود لخصوصياتهم.
وبين مؤيِّد للفكرة ومعارض لها، هل باتت تفاصيل حياتنا اليومية رهن الشبكة العنكبوتية؟ أم إن الفرد بات يعيش إرضاءً لعين الآخرين وليس لنفسه؟.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات