حمص – ميمونة العلي:
“احرقوا له مسرحه.. كسّروا له الكراسي”..
هذا ما صرخ به الشيخ سعيد الغبرة في تحريض أتباعه للانقضاض على مسرح أبي خليل القباني بحجة أنه يشغل الناس عن حلقات الذكر .. جاء ذلك في المسرحية الشهيرة “سهرة مع أبي خليل القباني” لمؤلفها سعدالله ونوس التي صدرت طبعتها الأولى عام 1973 عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، وأعيدت طباعتها الثانية في بيروت سنة 1977.. وفي نص أعده مؤخراً محمد خير داغستاني للاحتفال بيوم المسرح العالمي على خشبة مسرح عبد الحميد الزهراوي المدرسي في حمص، حيث غصت المقاعد بالجمهور الحمصي الشاب التواق لعودة المسرح المدرسي.. وقد حاول الممثلون الهواة الذين يقف معظمهم للمرة الأولى على الخشبة أن يقدموا أفضل ما استطاعوا لإيصال مقولة العمل في الثبات والإصرار لبلوغ المرام.
وفي تصريح لصحيفة ”تشرين” بيّن مخرج المسرحية محمد خير داغستاني بعد انتهاء العرض أنه غير راضٍ عن الأداء بسبب تبديل الممثلين وعدم التزامهم بالتدريبات فهم جميعاً من الهواة مبيناً أنه تجاوز الكثير من فصول المسرحية كـ(قوت القلوب ) و (هارون الرشيد) وركز على الصراع بين الشيخ سعيد الغبرة وبين أبي خليل القباني لأنه صراع أزلي بين الفكر المتنور والفكر الظلامي الذي يتبناه بعض رجال الدين التكفريين، وأضاء باختصار شديد على معاناة القباني في سبيل إنشاء مسرح عربي متنور همه تقديم عروض مسرحية من واقع البيئة العربية وإصراره وثباته في مواجهة محاولات الإساءة والإقصاء التي تعرض لها مع فرقته.
بدوره لفت رئيس دائرة المسرح المدرسي في تربية حمص أسامة عيسى لـ(تشرين) إلى أن اختيار الممثلين من طلاب مدارس حمص الموهوبين هدفه تقوية شخصياتهم وتنمية مواهبهم ونشر ثقافة الفن لبناء جيل واعٍ.. وأوضحت مدربة الفنون الشعبية ثراء سليم أنها اختارت الأغاني التي لحنها أبو خليل القباني للرقصات المقدمة في المسرحية.. فيما أشارت ريم شالاتي رئيس دائرة المسرح المدرسي في وزارة التربية إلى أن العرض مشارك في مسابقة يوم المسرح العالمي في وزارة التربية لعام ٢٠٢٤ أعده وأخرجه محمد خير داغستاني ليناسب ظروف المسابقة نظراً لدور المسرح في تنشئة جيل قادر على التعبير عن الذات وامتلاك أدواته الخاصة ببناء مجتمعه.
