*د. جوليان بدور :
البارحة في ١ فبراير أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات القادمة من كندا والمكسيك والصين. إذ قرر فرض رسوم جمركية بنسبة 25 % على واردات الفولاذ والألومنيوم وبعض السلع الأخرى. كما أنه قرر فرض تعريفات جمركية بنسبة 10% على العديد من المنتجات الصينية، خصوصًا في قطاع التكنولوجيا والصناعات التحويلية.
الهدف من هذه الإجراءات بحسب ترامب هو الضغط على المكسيك وكندا لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.كما أنه اتهم الصين بالممارسات التجارية غير العادلة والتلاعب بسعر صرف اليوان.
١- العواقب الاقتصادية والسياسية لمثل هذه القرارات
مبدأياً تهدف هذه الإجراءات بحسب ترامب إلى حماية الاقتصاد الأمريكي، لكن سيكون لها عدد من الآثار السلبية على الاقتصاد الأمريكي :
* ارتفاع أسعار السلع المستوردة مما يؤثر سلباً على المستهلكين الأمريكيين .
* زيادة تكلفة الانتاج على الشركات الأمريكية التي تعتمد على المواد الخام المستوردة من كندا والمكسيك.
* اضطرار السلطات المالية الأميركية إلى الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لمواجهة التضخم المحتمل.
٢- ردود الفعل الدولية
حكومات كندا والمكسيك أدانة وبقوة هذه الإجراءات معتبرةً إياها خرقًا لاتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (USMCA). وبدأت في دراسة إجراءات انتقامية ضد واشنطن بفرض تعريفات انتقامية تستهدف قطاعي الزراعة والسيارات في الولايات المتحدة.
بدورها الصين سترد بفرض تعريفات على الصادرات الأمريكية مثل فول الصويا، السيارات، والرقائق الإلكترونية، مما يزيد من التوترات التجارية بين البلدين. كما أنها قد تلجأ إلى خفض صادرات المعادن الأساسية التي تحتاجها الصناعات الأمريكية، .
الاتحاد الأوروبي: قلق من تصاعد الحرب التجارية وقد يسعى لتعزيز التجارة البينية بين دوله لحماية اقتصاده من تداعيات هذه النزاعات.
بدأ الحرب التجارية العالمية
إذا كانت الاجراءات الجديدة للرئيس ترامب تعكس عودة النهج الحمائي الذي اتبعه في ولايته الأولى (2017-2021)، حيث يسعى إلى إعادة التفاوض على الاتفاقيات التجارية لصالح الولايات المتحدة، إلا أنها قد تدشن نهاية الليبرالية الجديدة والتجارة الحرة وظاهرة العولمة الاقتصادية التي حكمت الاقتصاد العالمي خلال الثلاثين سنة الماضية وتفتح الباب على مصراعيه لبدأ ربما حرب تجارية عالمية لن يسلم منها أحد. بقي علينا التذكير بأن الحرب التجارية العالمية التي حدثت خلال حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي أدت إلى نتائج كارثيّة على كافة الدول وانتهت بحرب العالمية الثانية الأكثر دموية وتدميراً في تاريخ البشرية.
