مظاهر عيد الحب رغم صعوبة الظروف الحالية التي تمر على سورية، بقيت موجودةً ولو بشكلٍ أقل بكثير مقارنة بما قبل الأزمة، وتراجعت الحركة الاقتصادية التي ترافق هذا العيد نتيجةً لهذه الظروف وارتفاع الأسعار الكبير، الذي جعل من أية هديةٍ في هذه المناسبة عبئا على الكثيرين.
وأشار معظم التجار في حديثهم لـ”الاقتصادي” إلى تراجعٍ كبير في حركة البيع خلال سنوات الأزمة، مع تحسنٍ خلال هذا العام، لكن ارتفاع أسعار هدايا عيد الحب يشكّل العائق الأبرز، فالكثيرون كانوا يشترون باقة ورودٍ وقالب كيك وهديةً ودميةً حمراء، أو قطعة ألبسة، أما الآن، فهذا بات مستحيلاً مع تضاعف أسعار الهدايا، سواءً كانت مستوردة أو محلية.
ولطالما كانت الوردة رمزاً لهذا العيد، لكن، وحسب خالد والذي يملك محلاً لبيع الورود في منطقة المهاجرين، فإن الأزمة أثرت على قطاع الورود ومبيعاته، وقال خالد: “إن غالبية الورود اليوم تأتي من بيروت، وهي مستوردة من هولندا بعد انحسار زراعة الورود في سورية، والتي كانت تتركز في الأرياف، وسعر الوردة بالجملة في أسواق بيروت دولار واحد، أي أكثر من 250 ليرة، وتباع من قبل المستوردين لأصحاب المحلات بحوالي 285 ليرة”.
وأضاف خالد، “تباع الوردة الواحدة بسعرٍ يتراوح بين 400 و500 ليرة، وهذا السعر قد يرتفع بشكلٍ كبير يوم العيد، وخاصةً في بعض المناطق التي فيها حركة بيع جيدة، كالمالكي والقصاع وباب توما، وقد يصل السعر إلى 1000 ليرة، وكما هو معلوم، فالوردة وقت بيعها محدود، وبالتالي يتلف البائعون نسبةً من الورود، ويلجأ البائعون لرفع السعر لتجنب الخسارة، وكانت مبيعات محلنا من الورود تتجاوز 1000 وردة، لكنها حالياً لاتتعدى 250 وردة أما باقات الورود فمبيعاتها قليلة جداً لأن سعر الباقة المتوسطة بحدود 5 آلاف ليرة”.
وتتنوع الهدايا التي يتم تبادلها في عيد الحب، ويأتي في مقدمتها الدمى الحمراء التي تستورد بشكلٍ رئيسيّ من الصين، وأسعارها متفاوتةٌ طبعاً للحجم والنوعية، وتبدأ الأسعار للأنواع العادية من 800 ليرة إلى 5 آلاف ليرة، وهناك بعض الأنواع ذات الجودة العالية يصل سعرها إلى 20 ألف ليرة، كما تبتكر المحلات العديد من المنتجات في هذه المناسبة، ومنها دمى ومعها سلة مليئة بالشوكولا من الماركات العالمية، وأسعار هذه الهدايا مرتفع، ويبدأ من حوالي 10 آلاف ليرة، كما قدمت بعض شركات المكياج علباً على شكل قلب أحمر كهدية لهذه المناسبة، وسعرها بحدود 8 آلاف ليرة.
ولفت الموظف أبو أحمد إلى أنه كان في السابق يشتري قالب كيك، وباقة ورود، وهدية لزوجته في هذه المناسبة، أما الآن، فيكتفي بشراء هديةٍ تلزم زوجته، مثل روب نوم أو بيجامة بلونٍ أحمر، كونها ستستخدمها لفترةٍ طويلة، وسعرها أصبح أكثر من 5 آلاف ليرة، وهو ما كنت أدفعه ثمناً لـ3 هدايا كنت أشتريها في سنواتٍ ماضية.
وأشار مدير مطبخ وحلويات لويزا مورو في منطقة الميدان، الشيف خلدون، إلى وجود حركةٍ جيدة على قوالب الكيك بمناسبة عيد الحب، “حيث نحضر كافة القوالب وبأشكالٍ مختلفة، حسب رغبة الزبائن والطلب الأكبر على القوالب على شكل قلب، وتكون مغطاةً بعجينة اللوزينا التي يضاف إليها ملونات حمراء طبيعية مستخرجة من الفواكه، وهناك من يستخدم ملوناتٍ صناعية، كما يتم تحضير كريمة الكيك الحمراء الخاصة بعيد الحب، وبأشكال متعددة حسب رغبة الزبائن”.
ويبلغ سعر قالب الكيك العادي بحدود 1700 – 2000 ليرة، أما إذا طلب الزبون إضافة بعض الإكسسوارات التي توضع على القالب، كشاب وفتاة يحملون باقة ورد، أو قلب كبير وغير ذلك، فيزيد السعر ويصل لحدود 3 آلاف ليرة.
كما بلغ سعر أصغر دب أحمر في منطقة الشعلان 6 آلاف ليرة، حيث تباع معظم الدباديب في محال الشعلان بنحو 30 ألف ليرة، ووصل سعر بعضها إلى ما بين 35 و46 ألف ليرة، وعبر أحد المواطنين استهجانه لهذه الأسعار بقوله: “هذه الأسعار غير منطقية، ولا أعلم من يشتري من هذه المحال”.
ومن اللافت للنظر خلال العام الحالي عودة حفلات عيد الحب بشكلٍ واضح ضمن الفنادق والمطاعم، وهناك إقبالٌ جيد على الحجوزات في هذه الحفلات، حسب منظميها.
واختلفت أسعار الحفلات تبعاً للمكان والفنان الذي يحيي الحفل، فبلغ سعر بطاقة حفل الفنان شادي أسود مع العشاء 8500 ليرة في “فندق داماروز”، وبطاقة حفلة الفنان سومر نجار في “مطعم لافاييت” 4500 ليرة، كما قدمت بعض الفنادق عروضاً على الإقامة خلال عيد الحب، ومنها “فندق اللاذقية السياحي”، والذي يقدم غرفةً مع فطور وسهرة بـ8 آلاف ليرة .
يذكر أن أسعار الورود الطبيعية والصناعية ارتفعت خلال عيد الحب العام الماضي في دمشق، في حين غابت المظاهر الاحتفالية مقارنةً بالسنوات السابقة عن الأسواق عموماً، مع ضعف الإقبال على شراء الهدايا التقليدية، والتوجه نحو الهدايا الأكثر عملية واستخداماً.
الاقتصادي