مواقف المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي بعيد توقيع أتفاقية الإطار النووي اعتبرت للكثير من المحللين السياسيين مفاجئة وسابقة في درجة الوضوح, جانبت إلى حد كبير التخاطب الدبلوماسي المعهود بين إيران والنظام السعودي , وتحديدا بعد حرب “عاصفة الحزم” التي تبنتها السعودية ضد اليمن من خلال تحالف عشر دول قابل للزيادة. مواقف لامجال لتفسّر خلافا لما هي عليه ملغيا مسافة يسمونها (شعرة معاوية) لطالما حافظت إيران عليها مع الرياض على مدى عقود ثلاث كي لا تذهب الأمور باتجاه ليس أقله الإستقطاب المذهبي الذي دأب آل سعود على إثارته في منطقة الناس فيها تحركهم اتجاهات غرائزية ثلاث “الطائفية والقبلية والعائلية” . نقاط ضعف عملت إسرائيل وباقي الأعداء على استحضارها ضد أي دولة تقف حجر عثرة أمام مصالحهم فالمشروع الإستعماري الجديد للمنطقة يهدف أصلا إلى إيجاد كيانات ودويلات تحمل هذا الطابع الطائفي أو ذاك . وهو ما دفع إيران دوما للترفع عن الإستفزاز و الإتهام والصلف السعودي سحبا للذرائع التي قد تستخدم ضدها في هذا الأمر الحساس كونه يتناقض مع مشروعها الهادف لرفعة الإسلام وطرد قوى الإستكبار من المنطقة , و الدفاع عن كرامة و حقوق المستضعفين. ولربما كان للصبر الإستراتيجي – مصطلح أطلقه السيد نصرلله – والعقلانية لدى القادة الإيرانيين الدور الرئيس في الرهان أنه لابد أن يأتي وقت وبسبب طبيعة النظام الوهابي المريض تتعارض فيه مصالحه مع صانعه الامريكي والذي بدأ يرى فيه عبئا لابد من التعامل معه بطريقة مختلفة باعتباره المنتج والمصدر الأول للإرهاب إلى دول المنطقة والعالم ولا مجال للقضاء على هذا الإرهاب إلا بضرب وتجفيف المعقل والمنبع الأصلي وهو ما بدأت الكثير من الأوساط في أوروبا بتداوله والتحدث عنه. “ستهزم السعودية في اليمن وسيمرغ أنفها بالتراب” هذا ما صرح به السيد الخامنئي مشبها ما يتعرض له اليمن من قتل وإبادة بما فعلته إسرائيل مع أهل غزة, مجازر ترتقي إلى جرائم حرب يمكن أن يساق مرتكبها إلى العدالة الدولية تصريح كما يؤكد المتابعون أحدث إنعطاف في مواقف بعض دول الإقليم (باكستان و تركيا) اللتين كانتا يراهن عليهما في الإسراع بتحقيق المرجو من عدوان عاصفة الحزم ماشكل صدمة للمسؤولين في الخليج فاقدين توازنهم بالخروج عن اللياقة والعرف الدبلوماسي في مخاطبة الدولتين. مواقف المرشد الأعلى حملت أكثر من رسالة إلى أكثر من طرف في أكثر من أتجاه منها – ان الإتفاق الموقع وحتى النهائي المفترض منفصل كليا عن باقي ملفات المنطقة ولا وجود لمساومات كما حلم البعض لا من تحت الطاولة ولا من فوقها فهو اتفاق الند للند يجسد كرامة شعب إيران وصبره وتحمله لا أكثر ولا أقل وما يمكن استنتاجه من المواقف الأخيرة للقادة في إيران إن الدعم العسكري والسياسي والإعلامي الذي يقدم لليمن ضد التحالف السعودي لا تتجرأ تقديمه إلا دولة خارجة ومستقلة عن الهيمنة والإرادة الامريكية والتساؤل هنا : من غير الجمهورية الإسلامية بهذه الخاصية والميزة؟ وإلا كيف يفسر القول إن شعب اليمن سيمرغ أنف السعودية في التراب ؟ وهو ما ذهب إليه السيد نصرلله في مقابلة له بالأمس القريب ” نصر اليمن من أوضح الواضحات وهزيمة السعودية من أوضح الواضحات” لا بل ذهب أبعد من ذلك في خطابه الأخير متجاوز جميع الخطوط الحمر بقوله : “على العالم العربي والإسلامي أن يقول للنظام السعودي كفى” وأن هذا النظام هو الذي يشك بعروبته وإسلامه واضعا إياه مع القاعدة وداعش في خانة واحدة.
- الرئيسية
- مقالات
- لا خطوط حمر بعد عدوان عاصفة الحزم على اليمن
لا خطوط حمر بعد عدوان عاصفة الحزم على اليمن
- نشرت بتاريخ :
- 2015-04-21
- 8:28 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
إقرأ أيضامقالات مشابهة
تابعونا على فيس بوك