بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
بدأت الليرة السورية باستعادة عافيتها بشكل تدريجي.. حيث تشير المعلومات إلى تراجع مريح لسعر الصرف في السوق السوداء ووصوله إلى بحر الـ 250 ليرة بعد أن تخطى حدود الـ 315خلال الأيام القليلة الماضية، ويبدو أن الإجراءات الحكومية أجدت نفعاً وتمكنت من لجم هذا الارتفاع والذي تسبب في الكثير من الإرباكات في الأوساط الاقتصادية والمصرفية وكذلك على صعيد أسعار السلع والمنتجات بكافة أنواعها.
ننتظر الآن أن ينعكس هذا التحسن على أرض الواقع من خلال عودة الأسعار إلى ما يتناسب مع السعر الجديد للدولار، وبالتأكيد لن يحدث هذا الانعكاس بسهولة في أسواقنا وبالتالي لابد من تكثيف حملات الرقابة التموينية والتشديد في قمع المخالفات، مع يقيننا أن الكثير من التجار لن يلتزموا بأدبيات السوق فهم يزيدوا الأسعار بمجرد سماع إشاعة ارتفاع الدولار أما عندما تصل معلومات مؤكدة بانخفاض السعر فغالباً ما يتم التجاهل وبالتالي عدم تخفيضهم للأسعار تحت حجج وأعذار غير مقنعة وغير مبررة..وكثيراً ما يتكرر هذا السيناريو بعد كل ارتفاع وانخفاض، وبالتالي لا بد من حلول مجدية ودائمة لهذا الوضع قد يكون من بينها تفعيل المحاكم الاقتصادية وتشديد العقوبات على المخالفين، فالمواطن الذي يرزخ تحت أعباء ثقيلة من المشاكل المعيشية والاجتماعية بحاجة أن تقف الدولة إلى جانبه وتخفف من وطأة هذه المعاناة “وهذا أضعف الإيمان” من خلال تأمين الاحتياجات ومنع التلاعب بالأسعار ومحاربة الجشع والاحتكار..
نأمل أن تستمر الليرة برحلة استعادة العافية كما نأمل أن تنجح أجهزة الرقابة التموينية بتطبيق هذا التحسن على أسعار السلع في الأسواق.. إنها أمانة ومسؤولية بأعناق كل من يتولى المسؤولية في أي مفصل من مفاصل العمل المصرفي وكذلك التمويني..