أساس التنمية اقتصاد، والرقم أساس كل عملية اقتصادية، ومع الأسف الشديد كنا دائماً بحاجة إلى هذه الثقافة، ثقافة الرقم الإحصائي الذي يمكن الاعتماد عليه حينما يقرر أصحاب القرار اتخاذ القرارات الاقتصادية التي تمس عمق حياة المواطنين.
مرد كلامنا هذا ما أعلنه المكتب المركزي للإحصاء نيته إجراء مسح حول الأمن الغذائي للأسرة السورية، وهو مطلب وحاجة في هذه المرحلة بالذات التي غابت عنها الأرقام والبيانات لمختلف القطاعات وكانت السبب المباشر أو لنقل الأكثر تأثيراً على اتخاذ قرارات خاطئة.
من هنا فإن المضي في هذا المسح وفق أحدث الأساليب العلمية، وما يفرضه الواقع السوري سيفرز حتماً نتائج تتيح للجهات المعنية، معطيات صحيحة وواضحة تبني عليها إجراءات وقرارات يفترض أن تسهم في تحسين الوضع المعيشي للأسرة السورية لا سيما على صعيد أمنها الغذائي.
لذلك يعول المختصون وأصحاب الشأن الكثير على ما سينتج عن هذا المسح لأننا وطوال السنوات السابقة حتى قبل الأزمة كنا نفتقد بشكل كبير لمثل هذه المسوحات النوعية التي تقيّم واقع الأسر السورية والصعوبات التي تعترض معيشتها اليومية وتفاقمت بشكل كبير خلال الأزمة لغياب وتقصير الجهات المعنية ومنها المكتب المركزي للإحصاء في القيام بهذا الدور المهم.
وتزداد أهمية هذا المسح بحال تنفيذه حسب ما رشح من معلومات تفيد أنه سيتوصل لتأسيس نظام رصد دائم يقدم كل المعلومات التفصيلية بأي إدارة أو قطاع، ونخص بالذكر هنا الأرقام المتعلقة بمعدلات النمو والناتج المحلي والتي لا يمكن أن نعلن أرقام دقيقة عنها إذا لم تكن مبنية على (داتا) إحصائية دقيقة عن أداء القطاعات الاقتصادية المحلية جميعها، ولا يمكن أيضاً توقع نتائج إيجابية ما لم يكن عند صناع القرار بيانات تفيدهم بحيثيات الأداء السابق.
بالمحصلة لماذا ننتظر جرس الإنذار حتى يرن ولا نسبقه لتعطيل رنينه ليكون الرقم الإحصائي وتعميمه بشكل دقيق ثقافة عمل لمختلف الجهات بدلاً من اقتصاره على الكلام والتصريحات الإعلامية؟.
الثورة-ميساء العلي