كم ملأت صوره شاشات التلفزة العالمية ؟وكم تسابق إليه الصحفيون للاستماع إلى تصريحاته السياسية المتزنة التي تفيض عنفواناً وقوة ورجولة ؟
رجل ملأ العالم ضجيجا كيف لا ؟ وهو أحد أهم رموز النظام العراقي السابق في عهد الراحل صدام حسين .
طارق عزيز أو ميخائيل يوحنا ، لا فرق بين الاسمين طالما يحميلان نفس الروح والفكر والإيديولوجيا ، تلك الروح التي أبت أن تستسلم لغياهب السجن وجلاديه ، لكنها انحنت مكرهة تحت وطأة المرض اللعين تحمل ما تحمل معها من مجد تليد وسؤدد ورفعة .
رحل طارق عزيز ابن العراق الأبي المتحدّر من عائلة كلدانية كاثوليكية ، ابن بلدة تلكيف شمالي الموصل عن عمر 79 عاما قضى منها عقدا أو يزيد في براثن سجون الاحتلال الأمريكي العراقي .
لن ننسى طارق عزيز وزير الخارجية عام 1991 حين دخل الجيش العراقي الكويت وقام كلّ العالم ضده ولم يقعد ، كلماته آنذاك وصوته الواثق وشخصيته الصلبة وهو يجري محادثات اللحظة الأخيرة – كما كان يحلو للبعض تسميتها – مع وزير الخارجية الأمريكي ” جيمس بيكر ” لا زالت مرسومة وحفورة في وجدان وذاكرة الكثيرين .
قد يختلف الكثيرون مع النظام العراقي السابق ويلعنونه ولا يأسفون على سقوطه ولكننا في حضرة الموت وأمام شخصية قدّمت لوطنها وأمتها ما قدّمت ننحني إكبارا وإجلالا لطارق عزيز ونذرف دمعة على رحيله الحزين .
رحمك الله أيها المجاهد الفذّ … رحلتّ عنّا جسداً لكنك ستبقى في القلوب حيّا
عرسك في مدينة الفحيص الأردنية سيقام رغم الشامتين وستقرع الأجراس وترتفع الأكف لك بالدعاء
فلتنم هنيئا ولتقرّ عينك فأنت للمجد عنوانا وللكرامة نبراسا وللوطنية كتابا.
- الرئيسية
- مقالات
- طارق عزيز …. النجم الذي أفل- بقلم غالب راشد
طارق عزيز …. النجم الذي أفل- بقلم غالب راشد
- نشرت بتاريخ :
- 2015-06-07
- 7:56 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك