لم يتوان عن دمج قسم اللياقة البدنية عالي الربح بآخر للمعالجة الفيزيائية،
ليصبح وحدة متكاملة تعمل على علاج مجاني لجرحى الجيش، بمساعدة شاب وشابة تطوعاً لخدمة أبطال الجيش العربي السوري, و بإشراف د. فاتح وطفة عضو الجمعية السورية للمعالجين الفيزيائيين ومدير مركز زين للعلاج الفيزيائي, ومنذ بداية الحرب, تمت معالجة 400 مصاب من العسكريين مجاناً, 85{844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e} منهم عادوا إلى ساحات القتال, وذلك ضمن المبادرة الإنسانية (كرمالك سورية.. لعيونك يا أسدنا.. لروحك يا شهيدنا) التي انطلقت من مركز زين في طرطوس, لتداوي جراح الجندي العربي السوري, ولتقدم العلاج المجاني لأسر الشهداء و الفقراء من أبناء المحافظة وأبناء المحافظات الأخرى ممن يقصدون المركز.
علاج وتأهيل
رغم قلة الكادر في المركز المؤلف من ثلاثة أشخاص يقول د. وطفة: نعالج جميع الإصابات الناتجة عن الحرب: الشلل بأنواعه، و التشوهات الناتجة عن الكسور، إضافة لأننا نعمل على إعادة تأهيل المصابين وعودتهم إلى رفاقهم في الدفاع عن الوطن من جديد.. و يتابع: تعرض الكثير من العسكريين للإصابة بمرض الديسك وقد تمت معالجتهم في المركز ومتابعة حالاتهم بعد عودتهم للقتال، أما بالنسبة لحالات المصابين المستعصية كالشلل الرباعي و الشلل السفلي الناتج عن انقطاع بالنخاع الشوكي فنحن مستمرون بإمكاناتنا المتواضعة في علاجهم و تأهيلهم ليعودوا إلى حياتهم وأعمالهم التي كانوا يقومون بها قبل التحاقهم بالجيش.
أضاف إن المصابين الذين يترددون يومياً للمركز و الإصابات البالغة التي يعانيها معظمهم تحتاج اهتماماً متزايداً، ونحن نعمل بطاقاتنا المتواضعة ولكن إذا ما تم دعمنا سنصبح طاقماً مميزاً ومدرباً, فنحن نحتاج تجهيزات ومعدات حديثة مناسبة لحالات المصابين وما نستخدمه من أجهزة حالياً لا يفي بالغرض كما يجب لأن الأجهزة قديمة وتحتاج صيانة بين الوقت و الآخر.
شهادات المصابين
علاقات اجتماعية يكتنفها الاحترام المتبادل تكونت بين الطبيب و المصابين في المركز بشهادة المصابين ممن تلقوا العلاج وعادوا بمعنويات مرتفعة للقتال.
رغم إصابته الخطرة (قطع عصب وركي أيسر بالكامل) يصرّ علي ديب ابن 28 عاماً على العودة إلى صفوف الجيش، بعد أن ينهي علاجه الفيزيائي في المركز، ويؤكد الاحترام والتقدير في المعاملة من كل أفراد المركز، والمتابعة الطبية حتى في المنزل إذا تطلب الأمر.
بعد أن كان يسير بمساعدة جهاز المربع المفتوح (الووكر) انتقل للمشي على عكازين وهذا شكل له تحولاً كبيراً في حياته كما قال محمد خطيب 35 عاماً الذي يتلقى العلاج الفيزيائي في المركز ذاته منذ 5 أشهر بعد إصابته بعدة طلقات نارية في الظهر أدت إلى تهشم الفقرة الثالثة وضمور عضلي حاد بعضلة الفخذ اليمنى وأضاف إنه يتلقى علاجاً مكثفاً، يومياً، ويشعر بتحسن كبير.
منذ قدومه إلى المركز وتلقيه العلاج وبالمتابعة مع الطبيب تحسنت حالة محمد هاشم 20 عاماً الذي يعاني أذية بصرية كاملة أدت إلى شلل كامل في يده اليسرى، لم تكن لديه القدرة على تحريكها، أما الآن فقد عادت شبه طبيعية.
تشرين