بسبب حياة اليتم التي عاشها وكغيره من الفقراء تتقاذفهم الظروف القاسية والذين يدفعون أثمان اقتسام الكعكة وثمن الصراع الساكن حينا والساخن أحيانا أخرى وهي سمة مجتمعنا الذي لم يعرف الإستقرار والأمان الحقيقي في تاريخها لا القديم منه ولا الحديث والمعاصر أكبر شاهد على ما نقول… حيث المصير متروك للمجهول لأن الحيتان الكبيرة لم تترك شيئا للأسماك الوادعة – الصغيرة.
أراد أن يجرب حظه كأقرانه, قال في نفسه: ولم لا؟!
هو أبن قريتي ونحن جيران وأكثر وإلى الأمس القريب والدتي مع والدته تصنعان الخبز على “التنور” المشترك في الحارة وتذهبان معا لجمع الحطب اللازم من سفوح الضهر (الجبل) وقاع الوادي وحال كل منهما “جرزت الحملة وقالت رد علي…يلعن بو الحطب على بو المنجلة”…….
الجميع يقصدون سيادته وهو الذي تربع على منصب ليس بقليل كان هذا منذ خمس وثلاثون عاما, ومسؤول الدرجة الرابعة والخامسة حينها كان يحل ويربط فكيف ب(صاحبنا) الذي أصبح قبلة للناس بفضل التي صنعته صاحبة القد الممشوق بنت العز والدلال. الناس البسطاء ونحن منهم كانوا يقولون عنه للدلالة على أهميته “فلان بعد الرئيس” وهذه الثقافة كانت منتشرة على امتداد الوطن القصد منها إطفاء الهالة والتعظيم من جهة وزرع الهيبة والتباعد من جهة أخرى!!
تشجع الشاب, يحذوه الأمل بعدم ردّه خائبا أعاد مرارا ما سيقوله وأجرى أكثر من بروفة لكيفية الدخول إلى دارة المسؤول.
عند دخوله استقبل بتلك الإبتسامات المستجدة التي تعكس تواضعا مزيفا وتزرع الطمأنينة المؤقتة في النفوس… أما المطلب الذي تشجع عليه بعد ارتباك واضطراب بدا واضحا وكما تعلمون “صاحب الحاجة أرعن” هو الحصول على عمل (وظيفة) يمكنه من إعالة أخوته إلى جانب والدته المجاهدة……. كان الرد: اذهب غدا وانتظرني أمام المدخل الرئيسي, لم يلتقط الشاب الطيب الإشارة – فمن أين له الألاف؟ وهو الذي لايمتلك الليرات – ففي ظنه أن الجيرة وحقوقها والرابطة الأقوى تكفي لإظهار مقدارا من الرأفة والعطف ولكن هيهات. فمن أين له هذا الذكاء العاطفي؟! والذي به يظهر ارتقاء الإنسان وسموه. في الصباح الباكر نزل الشاب إلى المدينة واستدل على المكان.. انتظر ساعة.. ساعتين.. ثلاث ساعات.. طال الإنتظار ظنّ أن الرفيق لم يأتي. إنتظاره الطويل أثار شكوك أحدهم الذي اقترب منه قائلا: ماذا تريد يارفيق؟ أنتظر سيادته ولي معه موعد…
يارجل! منذ ساعات هو في مكتبه, لابد لديه اجتماع مع وفد من مناضلي القطر الصومالي الشقيق يبحثون إمكانية تحقيق وحدة التراب من الماء إلى الماء. لاتظنوا بالرفيق سوء… فالإحتراز واجب والضرورات الأمنية امر ملّح وهنا تكمن أهمية المدخل الخلفي (السرّي) لخدم الشعب…..
- الرئيسية
- عيون و أذان, مقالات
- لا تظنوا به سوءا …….. فالحذر واجب- كفاح عيسى
لا تظنوا به سوءا …….. فالحذر واجب- كفاح عيسى
- نشرت بتاريخ :
- 2015-09-24
- 11:25 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
إقرأ أيضامقالات مشابهة
تابعونا على فيس بوك