ضربة “قيصر” عاصفة “سوخوي” دببة “مجنحة” وغيرها من العناوين التي خطتها الأقلام الرصينة والعميقة للتعبير عن أهمية وعظمة الخطوة التي أقدم عليها الإتحاد الروسي بالتدخل المباشر لمحاربة الإرهاب المستفحل في سوريا وعلى ما يبدو أنها خطوة ستكتمل إقليميا في حال طلبت الحكومة الشرعية في العراق التدخل لمواجهة داعش وهو ما بدأ يلوح في الأفق من خلال تصريحات كبار المسؤلين العراقيين الأمر الذي أوجد أذانا صاغية عند القادة الروس وفي مقدمتهم الرئيس فلاديمير بوتين كما أكدت مصادر رسمية وموثوقة.
نعم “كل روسيا في كامل سوريا” في إشارة إلى شمولية الضربات المركزة والتي لن تستثني أية بقعة يتمركز فيها الإرهاب. مؤكد أنها الخطوة والقرار المناسب بتوقيته و المفصلي في الأزمة الراهنة الساخنة التي تكاد لاتبقي على الكثير من مقومات الوطن. خطوة أتت بعد انتظار وصوم طال لما يقارب خمس سنوات لم يدّخر خلالها الروس جهدا دبلوماسيا أو باب تفاوضي إلا وطرق لإنهاء المأساة والمعاناة الواقعة على الشعب السوري من خلال الزخم المتواصل لتوحيد الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الإرهاب الداعشي المتمدد على مرأى من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي تشكل تحت ذريعة القضاء على الإرهاب و وقف تمدده!!.
التدخل الروسي بدأ بقوة في توجيه ضربات قاسمة صدّعت الإرهاب وهزت أركانه في الكثير من المناطق التي حصنت جيدا, ويبدو أن وتيرة الضربات في تصاعد مستمر وهو ما أكده القادة العسكريين وبعض الساسة الروس في رسائل تطمينية إلى الحكومة السورية كما أكدت المصادر ومفادها: “إن تدمير القواعد والبنى التحتية للتنظيمات المتشددة سيشمل كامل الحدود السياسية لسورية”
في إشارة واضحة إلى عدم الإكتراث بما يحاول الأتراك وبمظلة من الحلف الأطلسي أن يعتبروه منطقة آمنة (برا وجوا) وتشير بعض التحليلات أن نوايا الروس يمكن أن تذهب إلى إقامة منطقة حظر جوي لايسمح لأي سلاح جو آخر باستخدام الأجواء السورية إلا بعد التنسيق الكامل مع الروس وفي هذا نسف كامل لأضغاث الأحلام التي راودت أردوغان بإقامة مناطق عازلة أو حظر جوي في سورية والأهم ما تم تسريبه وذكرته تقارير أمريكية من أن هناك استعداد وتجهيز لقوات برية بأحدث الاسلحة للمشاركة في قتال داعش رغم نفي القيادة الروسية لهذه التسريبات.
إن ما حققه سلاح الجو الروسي خلال الأيام القليلة الماضية من تدمير لقواعد ومرتكزات الإرهاب يفوق ما حققه التحالف الغربي – العربي خلال أشهر!!! والفرق هنا ليس في القدرات ونوعية السلاح بين التحالف الأول والتحالف الذي تقوده روسيا وإنما هو فرق في صدق التوجه والجدية بين من يريد فعلا القضاء على داعش ومثيلاتها وبين من لايعد كل ما قام به سوى تمثيلية أو كرنفال جوي إستعراضي بحت ومقارنة بسيطة بين نتائج الضربات هنا وهناك تثبت صحة ما نقول! وهو ما عبر عنه جنرال كبير في الجيش الروسي قائلا: “لو استخدمت الولايات المتحدة قاذفاتها خلال الحرب العالمية الثانية لتمكنت من تقليص نفوذ و وقف تمدد داعش وحصرها في مناطق محددة لتتلاشى بعد إقفال كل سبل الإمداد والدعم, فكيف لو استخدمت الطائرات المجهزة كما لو أنها أعدت لمحاربة كائنات من عالم آخر”!!!…….. إنه الفرق بين تحالفين…..
- الرئيسية
- مقالات
- الفرق بين تحالفين- كفاح عيسى
الفرق بين تحالفين- كفاح عيسى
- نشرت بتاريخ :
- 2015-10-06
- 11:30 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
إقرأ أيضامقالات مشابهة
تابعونا على فيس بوك