الجميع من معلميها ومدرسيها في كل مراحل الدراسة شهدوا لها بالتفوق والأفضلية على أقرانها من ذكور وإناث رغم انعدام الظروف المثالية وحتى الضرورية منها لهذا التفوق مع ما تملك أيضا من ميزة الالتزام والطيبة والإحترام…. فعلى عاتقها كان يقع معظم “الشغل” البيتي وفي أحيان كثيرة كان يطلب منها الذهاب للعمل في الحقل حتى في أدق أوقات الدراسة وأكثرها أهمية. الكثيرون ممن هم حولها لم يقدّروا والأرجح وهو الأصح لم يدركوا قيمة ومعنى أن يكون المرء متميزا ومتفوقا – فهذه ثروة لا تعادلها ثروة – فالحكمة تقول: “الإنسان عدو ما يجهل”. ويا ليت الأمر وقف عند هذا الحد من الغبن (الظلم) وعدم الإكتراث في الدائرة الصغرى المحيطة بها, فعند صدور نتائج الشهادة الإعدادية في مطلع تسعينات القرن المنصرم كان الفوز الواضح والمرتبة الأولى دون منازع وبفارق كبير على مستوى القطاع الجغرافي الذي يضم قرى وبلدات عدة. إلا أن المفاجئة والصدمة والأمر غير المفهوم والذي لم تجد له تفسيرا مقبولا هو: أن “الجباة” من أرباع وأثلاث وأنصاف المثقفين في المنطقة “ارتؤوا” الذهاب جمعا – لاتقبل الله منهم لا جمعا ولا فرادى ولا غفر لهم ما تقدم وما تأخر – إلى بيت صاحبة النجاح العادي لتقديم التهنئة والهدايا باسم (الرفاق) وبرر أحدهم عندما أحرج بالسؤال عن هذا التصرف الغريب والمستهجن والمضحك بآن قائلا: القصد هو رفع المعنويات المنهارة وإخراجها من الحالة التي لمّت بها جراء هذا الإنكسار المتوقع أصلا!! وللتخفيف من الحزن الذي أصاب العائلة (الكريمة) الذين اعترضوا قائلين بلا خجل. كيف أن فلانة بنت فلان سبقت ابنتهم بأشواط؟! ورغم تفاهت هذا التبرير المقدم من قبل هذا الوضيع المستزلم فمن يعرف دناءة هؤلاء وفكرهم الضحل وتدني المستوى المعرفي والأخلاقي يدرك جيدا حقيقة الأمر وما أقدموا عليه وهو: أن دافعهم الوحيد هو التسول والإنتظار عند الأسوار للإنحناء وإلقاء التحية عند خروج مواكب التفييم و “تبييض الوجه” مع من هم في سدة المسؤولية من لصوص الأسطحة والأقبية…….
هذا ما أخبرتني به صديقة لي من حوالي أحد عشر عاما……..
- الرئيسية
- ثقافة, مجتمع ومناسبات
- لأنها بنت………………الفقير………………!- كفاح عيسى
لأنها بنت………………الفقير………………!- كفاح عيسى
- نشرت بتاريخ :
- 2015-11-20
- 8:36 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك